يواجه أبطال مسلسل "صديق العمر"جمال سليمان وباسم سمرة ودرة تحدياً كبيراً في تجسيد شخصيات جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر وبرلنتي عبد الحميد وذلك لأن الجمهور عادة ما يقارن بين ما يعرفه عن هذه الشخصيات والطريقة التي يقدمها بها الممثل لذا سعى كل من فريق العمل الى أن تكون له تحضيراته الخاصة وأن يقدم جوانب إنسانية عن الشخصية لا يعرفها الجمهور حيث يركز المسلسل على أسرار الصداقة بين عبد الناصر والمشير . ولم يكتف المخرج عثمان أبو لبن بتوفير ماكير محترف يخلق حالة من التشابه في الشكل بين كل ممثل والشخصية التي يقدمها بل حرص أيضاً على تحرى الدقة والمصداقية في عرض الجانب العسكري الذي يتناوله المسلسل لذا استعان بالخبير العسكري العقيد حاتم صابر ليشرف على تنفيذ الجوانب العسكرية بما فيها لغة الحوار بين الضباط والتقاليد العسكرية الثابتة وأيضاً سيقوم بالإشراف على الأسلحة المستخدمة في المسلسل حتى لا يتم استخدام أسلحة لم تكن موجودة في الفترة التي تدور حولها الأحداث . ورغم مجهودات فريق العمل في التحضيرات إلا أن التحدي الأكبر يواجهه الفنان جمال سليمان في تجسيده لشخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لأنه يجسد شخصية يعرفها الجمهور جيداً، وقدمها من قبله فنانون آخرون نحجوا في تجسيدها منهم أحمد زكي في فيلم "ناصر 56 "ومجدي كامل في مسلسل "ناصر" وخالد الصاوي في فيلم "ناصر" وهو ما يضعه في مقارنة من جانبين الأول بين طريقة تقديمه للشخصية ومدى نجاحه في الاقتراب من شكل وطريقة وأداء عبد الناصر باعتباره شخصية يعرفها الجمهور جيدا، والمقارنة الثانية تكون بين طريقة تقديمه للشخصية وطريقة تقديم فنانين آخرين لها في مقدمتهم أحمد زكي . أما الفنانة درة فتحاول أن تخرج من فخ المقارنة بتقديمها شخصية برلنتي عبد الحميد من جانب إنساني لا يركز عليها كفنانة بل يسلط الضوء على أسرار علاقتها بالمشير وقصة الحب بينها وبين المشير وسر إعجابه بها نظراً لما تتمتع به من ثقافة وقوة شخصية وزواجها منه سراً ثم إعلان المشير زواجهما ثم تركها الفن من أجله وعدم زواجها بعد وفاته إخلاصاً له، واعتمدت درة في تحضيراتها على جوانب منها قراءه كتب برلنتي "المشير وأنا" و"الطريق الى قدري ... إلى عامر"، ومقابلة بعض الشخصيات المقربة من برلنتي . من جانبه قال الفنان باسم سمرة لموقع "عيون ع الفن" إن تجسيده لشخصية المشير عبد الحكيم عامر لن يجعل الجمهور يقارن بين ما يقدمه وبين هذه الشخصية لأن الجمهور لا يعرف كثيراً عن المشير، كما أن المسلسل يكشف جوانب إنسانية لا يعرفها أحد عن حياة المشير وأسرار صداقته الشديدة بجمال عبد الناصر، لافتا الى أن تحضيراته لا تقتصر على محاولة الاقتراب من شكل المشير فقط لكنه أيضاً حرص على قراءه عدة كتب عن هذة الفترة التاريحية منها المذكرات التي كتبتها زوجته برلنتي عبد الحميد بالإضافة الى الصور التي تجمع بين عبد الناصر والمشير . ويشارك في بطولة المسلسل صبرى فواز في دور الكاتب محمد حسنين هيكل، وأمجد عابد في دور زكريا محيى الدين، وعاطف عمار، وعدد كبير من الوجوه الجديدة، والمسلسل قصة للسيناريست الراحل ممدوح الليثى، وسيناريو وحوار محمد ناير وإخراج عثمان أبو لبن، وإنتاج شركة "أي برودكشن" .