هجوم عنيف يتعرض له المفتي السابق علي جمعة بعدما اباح للفتاة التي فقدت عذريتها، أن تجري عملية ترقيع لغشاء البكارة، دون إعلام الرجل الذي ستتزوج منه، قائلاً إن ذلك ليس غشًا بل هو من قبيل الستر. جاءت هذه الفتوى بعدما قامت سائلة بطرح مشكلتها على صفحة الدكتور جمعة على الفيسبوك، قائلة: "منذ مدة -وأنا في سن المراهقة- فقدت عذريتي، والآن عمري ثلاثين عامًا وغير متزوجة وأمامي حل من اثنين هما: أن أقوم بعملية جراحية لإعادة عذريتي أو أن أتزوج من رجل أراد أن يستر عليّ ويساعدني عرض علىَّ الزواج لفترة معينة ثم يطلقني وبذلك أستطيع الزواج من أي رجل آخر فلا يصبح هناك أية مشكلة. فما الرأي الصواب"؟ ليرد عليها الدكتور علي جمعة: "لا بأس بأن تتزوج من هذا الرجل أو تدعي العذرية أو تنشئها أو تعيدها، حتى أن الإمام السيوطي في كتابه {الرحمة في الطب والحكمة} دل على ذلك، وهذا من قبيل الستر المحمود وليس من قبيل المعصية المذمومة الذي قد يتبادر إلى الناس أن هذا غش أو تدليس أو أن هذا خداع"! وأضاف: "ليس في هذا خداع، بل فيه ستر وتقبيح شديد للمعصية وأننا لا نستطيع أن ننطق بمثل هذه المعاصي بل ولا نستطيع أن نتصور وقوعها, هكذا نستقبح المعصية ونعظم البعد عنها وعن الوقوع في الكبائر التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها ونأمر أنفسنا وإخواننا بألا تشيع الفاحشة في الذين آمنوا". وفيما اعتبر جمعة أن "هذا بغرض الستر، وليس غرض الستر الاستهانة بالمعصية"، قال إن "بعض الناس عندما يستمعون لمثل هذه الفتاوى يقولون: إذن هذا فيه إباحة للناس أن تذهب للزنا! نقول: لا، فالأمر ليس هكذا، لأن البنت التائبة غير البنت الفاسدة التي لا تريد أن تسأل أصلاً ولا تلتفت إلى الدين ابتداءً". واستدرك قائلاً: "يعني لا يصل أي شخص أنه يسمع هذه الفتوى فيذهب إلى الزنا! لا، الأمر أن هناك التوبة وهناك الستر وهناك وضع حالي لمسلمة تريد العودة إلى الله والفرار إلى الله والهروب من المعصية، فلو أنها أَخبَرتْ هذا وذاك، وكل واحد منهم يأبى أن يتزوجها لسبق وقوعها في الزنا أو لغيرته إلى آخره، ثم يشيع عنها هذا، ثم يحدث من الفساد ما الله به عليم! هذا لم يأمر به الله على هذه الصفة لأننا مأمورون بالستر وبالرحمة والأصل في الشريعة هو هذا". لتهب عاصفة من النقد اللاذع على المفتي السابق من قبل الفيسبوكيين، الذين رأواأن هذه الفتوي سوف تفتح الباب للزنا وللغش، في حين قارن البعض بين هذه الفتوى والفتوى التي افتي فيها الشيخ برهامي بجواز هرب الزوج وترك زوجته للمغتصبين دون الدفاع عنها حماية لنفسه! فيما دافع آخرون بشدة عن المفتي علي جمعة، مؤكدين أنه أوضح في فتواه أن هذا ليس بغرض الغش المطلق ولكن تحت ستار الستر الواجب، مشيرين إلى أن الفتاة تتعرض لظلم واضح في المجتمع وتتم محاسبتها بشدة، في حين أن الرجل الزاني لا يعاقب بذات العقاب!