يبدو أن الجميع قد تخلي عن مسلسل "طلعت حرب" الذي يحكي قصة حياة رجل الاقتصاد الراحل طلعت حرب مؤسس بنك مصر، وذلك رغم أن المسلسل مؤجل منذ حوالي 4 سنوات، لكن مسئولي مدينة الإنتاج الإعلامي أهملوا العمل تماماً بحجة أنه ليس تجارياً ولن يدر ربحاً مادياً على المدينة، فهم يرون أن شخصية طلعت حرب لن تجذب القنوات الفضائية لشراء المسلسل وسيواجهون مشكلة كبيرة في تسويقه. وأجبرت المدينة مخرجة المسلسل "إنعام محمد علي" على البحث عن منتج مشارك يدخل بنسبة كبيرة في إنتاج العمل، حتى تقلل حجم الخسائر المتوقعة، وهو الأمر الذي أغضب المخرجة بشدة حيث قالت ل"عيون ع الفن" إنها لا تعرف لماذا يتم التعامل مع عمل فني يحكي قصة حياة رجل له الفضل في الاقتصاد المصري وبنى وأسس مشاريع اقتصادية عملاقة مثل طلعت حرب، وما فائدة الإنتاج الحكومي إذا تخلى عن المسلسلات ذات القيمة المهمة! وأشارت إنعام إلى أن طلعت حرب أنشأ العديد من الشركات التجارية والصناعية والسينمائية، فهو كان بمثابة رجل أعمال وطني مخلص، ولابد من إظهار قدراته العبقرية للمجتمع المصرى والعربى، خاصة وأننا دائماً فى الدراما المصرية نتناول الدور السلبى لرجال الأعمال ونظهرهم إما تجار مخدرات وسلاح أو مرتشين أو يكسبون أموالهم بطرق غير مشروعة، ولم نقدم نموذجاً واحداً من رجال الأعمال المحترمين حتى يتم الاستفادة من خبراتهم. الغريب في الأمر أن بنك مصر - الذي أسسه طلعت حرب- تخلي وهرب من إنتاج المسلسل بحجة عدم وجود ميزانية وخبرة إنتاجية في الأعمال الفنية، وهو الأمر غير المقنع على الإطلاق، وكان الأولى أن يتحمس البنك لتخليد ذكرى مؤسسه في عمل فني، خصوصاً أن الدراما التليفزيونية تدخل كل بيت، وبالتالي فإن الكثيرين سيعرفون أكثر عن طلعت حرب. وليست تلك المشكلة هي الوحيدة التي تواجه المسلسل، حيث يتردد أن الفنان خالد صالح المرشح لبطولته "زهق" من التأجيلات الكثيرة، ويفكر جدياً في الاعتذار عنه.