عدة عوامل ضعف جعلت من "الزوجة التانية" دراما هذيلة فقدت قيمتها وبعدت كثيراً عن دراما الفيلم التي كانت متماسكة وخالفت توقعات المشاهدين بأن يكون المسلسل على نفس مستوى الأعمال الناحجة المنقولة عن أفلام مثل "العار". فقد استنكر البعض إعادة تقديم قصة فيلم قديم في الوقت الذي انتعشت دراما رمضان بأفكار جديدة ومختلفة وأصبحت هناك نصوص جيدة، كما رأى البعض الآخر عدم جدوى استخدم الرمز في الحديث عن الظلم والمتمثل في شخص العمدة في الوقت الذي تحررت الدراما من القيود وأصبح الحديث عن الفاسدين بشكل مباشر وصريح من أصغر مسئول وحتى رئيس الجمهورية. كما أن محاولة إقحام الكوميديا على المسلسل أضرته كثيراً ولم تفده لسببين الأول أن القصة في الأصل دراما مأساوية تتناول القهر والظلم الذي يمارسه العمدة على أهل قريته وإقحام الكوميديا شتت المشاهد عن الحالة الدرامية التي من المفترض أن تسيطر عليه، والسبب الثاني أن الكوميديا تم إقحامها بطريقة "الاستظراف" وليست لها جدوي. ومن عوامل الضعف أيضاً الطريقة التي أدى بها الفنان عمرو عبد الجليل شخصية العمدة "عتمان" فهو مازال يظن أنه إبراهيم توشكي في فيلم "كلمني شكراً"، وأيضاً حاول الإضحاك بنفس الطريقة والتي لم تتناسب مع دراما المسلسل، فشخصية العمدة عتمان مسيطرة ومستبدة وليست كوميدية كما أن الفيلم أظهرها على أنها شخصية قوية لكن أداء عمرو عبد الجليل أخل بها. ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط فهناك بعض المشاهد التي ليس لها جدوى بسبب تمسكها بالكوميديا أيضاً فهي من المفترض مشاهد درامية حزينة منها مشهد الخفر عندما يذهبون لخطيبة الشاب الذي ورطه العمدة ويحاول الاستيلاء على أرضه وهم يطلقون الإفيهات وتكرار نفس الجمل أثناء سؤال هذه الفتاة عن مكان خطيبها وهو ما لم يتناسب مع دراما المشهد. وأيضاً دراما المسلسل تم تقديمها بطريقة ضعيفة أفقدته معناها كما أصابها المط والتطويل بمشاهد ليس لها جدوي، وكنت أتوقع الاختلاف في إضافة أحداث جديدة وليس في تغيير أحداث كانت موجودة في الفيلم الأمر الذي أخل بقيمتها الدرامية، فمثلاً العمدة تزوج من "فاطمة" في الفيلم قبل أن تُنهي شهور العدة الأمر الذي يظهر مدى عدم التزام هذا الشخص بقواعد الدين والجري وراء شهواته حتى لو باغضاب الله ومخالفة الشريعة لكن لا أعلم لماذا أظهر المسلسل العمدة على أنه انتظر حتى انتهاء شهور العدة وبعدها تزوج من فاطمة. وأيضاً التحول في شخصية أبو العلا الرجل الذي حاول في الفيلم الانتقام من العمدة لرد زوجته وتمسك بها، إلا أنه في المسلسل نجده يتزوج من "راوية" التي تقوم بدورها نجلاء بدر وهي المرأة التي تصرف عليه فيرتدي بدلة بدلاً من الجلباب ويعيش عيشة الرفاهية بسبب زوجته الغنية والتي تعطيه المال، والأغرب أنه يحاول أن يثبت لها أنه رجل وقادر على حمايتها من المأمور والتصدي له رغم انه لم يقدر أصلاً على حماية "فاطمة" من العمدة. الحسنة الوحيدة التي تشفع للمسلسل هي أيتن عامر لأنها اجتهدت في أداء دورها وبُعدها عن تقليد أداء سعاد حسني في الفيلم أخرجها من فخ المقارنة فهي تقدم "فاطمة" كفلاحة بسيطة تتعرض للظلم واعتبرت الدور ليس إعادة تقديم لدور قديم وإنما دور جديد تصنع هي ملامحه. كما اجتهدت أيضاً كثيراً في تجسيد الشخصية على مرحلتين الأولى المرأة المقهورة الحزينة التي تتعرض لظلم الشديد، والمرحلة الثانية المرأة القوية التي تحاول الانتقام من العمدة وزوجته وكل من ظلمها من أهل البلد، واستطاعت أيتن أن تظهر التحول الشديد في شخصية فاطمة بطريقة جيدة.