حالة من الحزن العميق تغمر الفيسبوك، بعد الإعلان عن خبر وفاة الدكتور محمد يسري سلامة عضو الهيئة العليا لحزب الدستور عن عمر 39 عاما بعد صراع مع المرض. الصفحات بدأت تدريجيا في الإعلان عن بالغ حزنها على رحيل الناشط يسري سلامة الذي كان مثالا يحتذي به في الأدب و الاعتدال و رفض الظلم والمطالبة بالمساواة وشخصيته السلفية المعتدلة في زمن ندر فيه كل هذا. لتكتب الدكتورة منال عمر قائلة: "إن هذا الحزن الغامر على فقد شخص الدكتور محمد يسري سلامة منبعه أنه كان عملة نادرة في زمن سييء .. كان رجلاً مؤمنا قوياً نحسبه عند الله من الصالحين قال الحق في زمن عز فيه الرجال .. نجا بعقله من أساطير بعض المتدينين.. و نجا بقلبه من أساطير بعض الملحدين .. اللهم اغفر له و اعف عنه و ارحمه و ارزقنا حسن خاتمته". بينما كتبت صفحة 6 ابريل: " إن العين لتدمع.. والقلب ليحزن.. ولا نقول إلا ما يرضى ربنا.. إنا لله و إنا إليه راجعون". صورة محمد يسري من أول الصور التي وضعها بعض المسيحيين كصورة شخصية على حسابهم الشخصي على الفيسبوك، بخلاف أن صورة المرحوم أصبحت الأولى لدى الفيسبوكيين المصريين الذين بدلوا صورهم الشخصية بصورة الناشط الراحل تكريما له. كما انتشر العديد من الصور التي تجمع بين الناشط يسري سلامة والشيخ عماد عفت، باعتبارهما رجلين قالا الحق في زمن صعب، ورحلا سريعا عن عالمنا قبل أن يلمسا العدالة الإجتماعية والمساواة بأعينهم، غاب أعقل الناس في الوقت الذي كانت مصر تحتاجهما حقا، ولكن لا اعتراض على قضاء الله. وكتب الدكتور باسم يوسف ناعيا محمد يسرى سلامة: "صديقي محمد يسري سلامة. سأفتقد مكالماتنا و نقاشنا و مزاحنا بل و حزننا على ما يجرى في البلد. سأشاهد حلقتك معي مرارا و تكرارا و أقرأ مقالاتك مرة أخرى و أتذكر كيف ضربت المثل في أن تكون انسانا متعاليا على الطائفية و الخلاف السياسي لأن الحق لا يستتر بمظاهر فارغة و لأن ليس من الضروري ان يأتي ممن استطالوا علينا بورعهم الكاذب. سأتذكر الذين نهشوا في لحمك و سيرتك و أنت على قيد الحياة. فهذا ليس غريبا على من رأى نفسه في مرتبة إنسانية أعلى لمجرد انه اتخذ شكلا معينا او اتبع دينا معينا. و يا ليته اقتدى بهذا الدين. صديقي محمد يسري سلامة. لا أعرف كيف أرثي شخصا. و لكن تبقى أراؤك و مقالاتك و مبادئك لتذكرنا برقي تفكيرك و بفهمك الصحيح لدين يتم تشويهه يوميا على يد من ادعوا أنهم حراسه. الله يرحمك يا صديقي." وكانت من آخر تغريدات المرحوم يسري سلامة: "ما زلتم تنازعونني وها هي الأيام تثبت يوما بعد يوم أن "الإسلاميين" ما كان ينبغي لهم أن يكونوا في الصدارة في هذه المرحلة" تلك كانت آخر كلمات أطلقها الدكتور محمد يسري سلامة قبل أن تصعد روحه إلى خالقها ليعطي درسا للإسلاميين دون أن يحمل في قلبه لهم أي ضغينة. ومن أشهر تغريداته: " ابتعدوا بالدعوة عن السياسة، أخرجوا رجالا يقودون الأمة ولكن لا تحرقوا الدعوة بنار السياسة، ولا تجعلوا من الخلاف السياسي خلافا دينيا، لم يستمع أحد، وها هي النتيجة: فقدان الثقة في الدعوة، وتقديم السياسة على كل شيء."