سيكون لقب دوري أبطال إفريقيا في نسخته الحالية مميزا وذو طابع خاص للمتنافسين الترجي التونسي صاحب الأرض وضيفه الأهلي نادي القرن في إفريقيا عندما يتواجهان في السابعة والنصف بتوقيت القاهرة على ملعب رادس بالعصمة تونس. والمباراة بين الفريقين في الموسم الحالي استثنائية إلى حد بعيد بالنسبة للطرفين حيث يعاني الأهلي من توقف النشاط منذ مذبحة بورسعيد التي أوت بحياة 72 من مشجعيه. في المقابل هي استثنائية أيضا للترجي الذي يبحث عن الاحتفاظ باللقب للعام الثاني على التوالي والثالثة في تاريخه والتواجد في مونديال الأندية باليابان رغم الغيابات التي يعانيها إلا أن التعادل 1-1 ذهابا في برج العرب يعطيه أفضلية كبيرة على منافسه. وشهدت السنوات الأخيرة مواجهات عدة بين الأهلي والترجي إلا أنها المواجهة الأولى التي تجمع الفريقين في الدور النهائي، وسبق للأهلي أن اجتاز الترجي في نصف نهائي نسخة 2001 بالتعادل 0-0 في القاهرة والتعادل 1-1 إيابا في تونس بهدف لسيد عبد الحفيظ مدير الكرة الحالي وواصل الأهلي مشواره وحصد اللقب على حساب صن داونز. وفي نصف نهائي 2010 حسم الترجي مواجهة نصف النهائي بالهدف الشهير بيد إينرامو بعد الخسارة 1-2 ذهابا في القاهرة إلا أنه خسر اللقب في الدور النهائي أمام مازيمبي الكونغولي الذي كان محطته إلى المباراة النهائية في النسخة الحالية. وبحسابات نتيجة لقاء الذهاب لا بديل أمام الأهلي سوى تحقيق الفوز بأي نتيجة أو التعادل إيجابيا بنتيجة 2-2 أو أكثر، وهو ما يعطي أفضلية كبيرة لأصحاب الأرض في وجود جماهير غفيرة يخشى نبيل معلول المدير الفني للترجي أن تكون عامل ضغط على لاعبيه. ومن المنطقي أن يلجأ حسام البدري المدير الفني للأهلي إلى الهجوم منذ البداية أملا في تسجيل هدف يربك حسابات الترجي خاصة بعدما أظهر تفوقه هجوميا على أبناء باب سويقة في لقاء الذهاب الذي غاب فيه التوفيق عن مهاجميه. وهو ما يجعل تشكيل لقاء الذهاب الأقرب للبدء باستثناء الدفع بأحمد شديد قناوي من البداية في مركز الظهير الأيسر بدلا من سيد معوض الغائب للإصابة، بعدما أثبت لقاء الذهاب أن تواجد شريف عبد الفضيل يفقد الفريق القدرة الهجومية من هذا الجانب لضعف المساندة الفعالة لوليد سليمان. وسيساهم غياب العاني هاريسون أفول الظهير الأيمن للترجي وسامح الدربالي في تزايد فرص قناوي لبدء اللقاء، علما بأن اللاعب بدأ أساسيا أيضا مع الأهلي على نفس الملعب قبل 6 سنوات أمام الصفاقسي في اللقاء الذي حسم بهدف تريكة الشهير في الثواني الأخيرة. وقد يلجأ البدري لنفس سيناريو 2006 بالدفع بثلاثي ارتكاز لضمان السيطرة على وسط الملعب وإجبار المنافس على التراجع ثم تطوير الأداء الهجومي بمرور الوقت وخاصة في الشوط الثاني، استنادا إلى أن استمرار التعادل السلبي يعني الاحتفاظ بفرصة الفريق في اللقب حال النجاح في التسجيل. وسيأتي اللاعب الثالث في وسط المعلب على حساب تريكة أو وليد سليمان أو عبد الله السعيد الذي بدءوا المباراة الأولى خلف محمد ناجي جدو المهاجم الوحيد. وسيكون اللعب بطريقة 4-2-2-2 بدلا من 4-2-3-1 التي يلجأ إليها البدري عادة حلا متاحا بالدفع برأسي حربة صرحين من أجل ضغط دفاع الترجي منذ البداية أو مشاركة تريكة كرأس حربة ثان وهو قد يعطي الفريق مرونة تكتيكية خلال سير اللقاء. في المقابل سيكون نبيل معلول المدير الفني للترجي مشغولا في المقام الأول بإيجاد حل لإشكالية الجبهة اليمنى لفريقه حيث يغيب الثنائي الغاني هاريسون أفول صاحب هدف التتويج بالنسخة الماضية بالإضافة لسامح الدربالي، علاوة على غياب لاعب الوسط مجدي تراوي للإصابة. وبالطبع سيكون غياب الثلاثي مبكرا إضافة إلى الشكوك التي تحوم حول مشاركة يوسف المساكني بسبب عدم اكتمال تعافيه من جراحة الزائدة الدودية، وذلك رغم تصريحات معلول التي قلل فيها من أهمية غياب اللاعبين والتأكيد على تواجد البديل القادر على سد العجز. وحقق الأهلي لقب دوري الأبطال مرتين من أندية تونسية في نسختي 2005 على حساب النجم الساحلي ثم في 2006 على حساب الصفاقسي وخسره مرة وحيدة أمام النجم الساحلي في 2007. أما الترجي فحقق أول ألقابه في المسابقة على حساب الزمالك المصري عام 1994 وهي المباراة النهائية الثانية في تاريخه أمام فريق مصري. يقود المباراة طاقم تحكيم دولي مغربي بقيادة بوشعيب لحرش الذي سبق وأن قاد مباراتين للأهلي في النسخة الحالية أمام الملعب المالي بالقاهرة في إياب دور ال 16 وحسمها الأهلي 3-1 ثم أمام تشيلسي الغاني في أكرا ضمن مرحلة المجموعات وانتهت بالتعادل 1-1.