توجه أغلب طلاب المدينة الجامعية، لجامعة القاهرة لأداء صلاة الفجر غير أنهم فوجئوا بزميلهم "محمد جمال أبو سويلم، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة"، غارقًا فى دمائه، أمام مبنى 9. بسرعة تجمع طلاب المدينة الجامعية حول المشهد الذى أصابهم بصدمة لبعض الوقت، وسرعان ما أيقنوا أنهم أمام حدث خطير، وعبثا حاولوا استدعاء سيارة الإسعاف مجهزة عساها أن تنقذ ما تبقى من أنفاس زميلهم. بعد دقائق مرت كساعات، وبعد محاولات عديدة لاستدعاء سيارة الإسعاف، حضرت سيارة "ميكروباص" يطلق عليها سيارة إسعاف، ولأن الحالة خطيرة، والمصاب غارق فى دمائه، رفض الطلاب أن تنقل "الميكروباص أو الإسعاف" زميلهم، واستدعوا سيارة إسعاف "حقيقية" من مستشفى قصر العينى. دقائق ووصل "محمد جمال أبو سويلم" إلى مستشفى قصر العينى، ليستقبله الدكتور هيثم حسن، طبيب امتياز بقسم الجراحة بالمستشفى، الذى أكد ل "اليوم السابع" أنه أجرى الإسعافات الأولية للمصاب، فور وصوله إلى قسم الطوارئ فجرًا بالمستشفى، مضيفًا أن الكشف المبدئى للطالب، يظهر إصابته بفقدان فى الوعى، ونزيف فى الجمجمة وكسر بقدمه اليسرى، وحالته العامة سيئة جدًا. وأضاف طبيب الامتياز أنه من المقرر إجراء عدة عمليات جراحية سريعة للطالب لوقف النزيف، وإنقاذ حياته، لافتًا إلى أن قسم الطوارئ بالمستشفى يستقبل الحالات الطارئه لمعالجتها رغم حالة الإضراب التى أعلن عنها الأطباء. بجوار غرفة الطوارئ احتشد زملاء طالب الهندسة المصاب، يتهامسون حول أسباب الحادث، البعض يرجعه إلى حالة انتحار، أما المقربون من المصاب أكدوا ل "اليوم السابع" أن شخصية زميلهم الملتزم والمتدين تستبعد فكرة الانتحار. ويروى رفاعى محفوظ رفيق الطالب محمد جمال أبو سويلم فى الغرفة بالدور الرابع بمبنى 9 بمدينة الطلبة بجامعة القاهرة، تفاصيل الواقعة، موضحًا أنه استيقظ قبل صلاة الفجر بعدة دقائق على صوت فزع زميله من النوم، وشاهده يلقى بنفسه من نافذة الغرفة من الدور الرابع، مضيفًا أنه نزل سريعًا للاطمئنان عليه، فوجده غارقًا فى دمائه وفاقدًا للوعى. وقال رفاعى،" إن "محمد" يتسم بالطباع الهادئة، ويكره الصوت العالى"، فيما لفت عبد الله صالح أحد أصدقائه وآخر من تحدث معه، إلى أن زميله محمد كان يشتكى من اضطراب فى النوم منذ 3 أيام قبيل الحادث. فى سياق متصل، أعلن عدد كبير من طلاب المدينة الجامعية بجامعة القاهرة صباح اليوم عن تنظيمهم وقفة احتجاجية أمام مقر إدارة المدينة للتنديد بتخاذل المسئولين فى انقاذ زميلهم، محمد جمال أبو سويلم، مطالبين بضرورة توافر سيارة إسعاف مجهزة لنقل الطلاب فى حالة حدوث أى مكروه. وقال عبد الله صلاح زميل محمد أبو سويلم، إنهم استدعوا سيارة الإسعاف 5 مرات لنقل زميلهم إلى المستشفى ولكن دون جدوى، مضيفًا أن سيارة إسعاف المدينة تشبه سيارة الميكروباص ولذلك رفضوا نقله، واستدعوا له سيارة إسعاف أخرى، والتى نقلته إلى مستشفى القصر العينى. وأضاف خالد طه، مشرف مبنى 9، والتى وقعت به الحادثة، أن سيارات الإسعاف المتواجدة بالمدينة غير مجهزة لنقل أى طلاب فى الظروف الحرجة، وشبهها بسيارات الميكروباص، مؤكدًا أنه كان يؤدى صلاة الفجر وقت الحادث، وفور علمه حاول الاتصال بالإسعاف لنقل الطالب.