حين انتخب الرئيس محمد مرسي رئيسا لمصر وعد ناخبيه بأن يحقق 64 هدفا بحلول نهاية المائة يوم الأولى من رئاسته لكن بعد مرور نحو 30 يوما يقول موقع على الإنترنت إنه حقق هدفا واحدا فقط. وتأسس موقع "مرسي ميتر" على غرار الموقع الأمريكي "أوباميتر" الذي يتابع أداء الرئيس الأمريكي باراك أوباما. ويعد الموقع المصري تجربة جديدة في بلاد ظلت لعشرات السنين بدون وسائل ملموسة أو رغبة تذكر في محاسبة الرئيس حسني مبارك وسابقيه المستبدين. وقال عمرو صبحي (24 سنة) وهو أحد اثنين أسسا الموقع في مقابلة مع رويترز "الصفحة دي مش هدفها خالص إن إحنا معاه أو ضده، والصفحة هدفها الرئيسي المعلومات، أيضًا تقوم بتغيير وعي الناس" وأضاف صبحي الذي تخرج في كلية الصيدلة، "القداسة اللي كانت تحيط بالرئيس تقل على فترات، ونتعامل معه على أنه شخص اخترناه، وأنه موظف بدرجة رئيس جمهورية نقدر نتابعه". وتسلم مرسي، الذي رشحته جماعة الإخوان المسلمون لرئاسة البلاد السلطة يوم 30 يونيو الماضي بعد انتخابات اعتبرت على نطاق واسع في أول انتخابات رئاسية حرة في مصر. وفاز مرسي بالمنصب بفارق غير كبير في الأصوات في جولة إعادة ضد أحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس المخلوع مبارك، وهو ما أوقعه تحت مزيد من الضغط في مجال ليثبت لمن لم ينتخبوه أنه قادر على الإنجاز السريع. ويواجه مرسي تحديات خطيرة بعد عام من الاضطراب تسبب في تراجع الاقتصاد ووقوع حوادث انفلات أمني عديدة، كما يواجه مرافق تبدو غير قادرة على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين مثل مياه الشرب والكهرباء. وتركز خطة المائة يوم الأولى لمرسي على قضايا مثل تحسين شبكات توزيع الخبز المدعم وتحسين الأمن في الشوارع وإصلاح الطرق والنظافة، وإلى الآن لم يحقق مرسي -بحسب "مرسي ميتر"- إلا هدف زيادة الوعي العام بأهمية النظافة العامة. وبعد إعلان فوز مرسي بالرئاسة قام صبحي وشريكه عباس عادل (28 سنة) بتصميم الموقع، وفي السابق تعاون الاثنان في مشروع سمياه (أمسكت بك) بدآه بعد اندلاع الانتفاضة التي أطاحت بمبارك وكان الموقع محاولة لجعل الناس يبلغون عن الجرائم وأعمال الفساد التي تقع تحت أبصارهم. ويقول صبحي، إن من المهم توفير المعلومات وإن هذا هو ما يلزم فعلا كما أنه المجال الذي يمكنهما فيه استغلال ما لديهما من مهارات، ويضيف أن الناس تحتاج للمعلومات لإصدار أحكام صحيحة بشأن الكثير مما يجري في هذه الفترة الانتقالية الصعبة. وتتابع صحف موقع "مرسي ميتر" عن قرب ويطلب بعضها من القراء إرسال اقتراحاتهم حول أفضل سبل تحقيق برنامج الرئيس للمئة يوم الأولى، ويشعر صبحي بالتشجيع بسبب ذلك ويعتقد أن المقياس سيكون له شأن في حملات الانتخابات المقبلة.