بورجاس - بلغاريا - : قال وزير الداخلية البلغاري يوم الخميس إن مهاجما انتحاريا ارتكب الهجوم الذي أسفر عن سقوط ثمانية قتلى في حافلة تقل سياحا اسرائيليين بأحد مطارات بلغاريا فيما اتهمت اسرائيل متشددي جماعة حزب الله المدعومة من ايران بالمسؤولية عن الهجوم. وقال وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسفيتانوف بمطار مدينة بورجاس المطلة على ساحل البحر الاسود إن لقطات كاميرات الفيديو المسجلة من امام المطار والمستقاة من التحقيقات اثبتت انه لم يتسن تمييز المهاجم من بين السائحين الاسرائييلين الذين وصولوا المطار لتوهم. وأضاف في تصريحات للصحفيين "حددنا شخصا كان هو المفجر الانتحاري في هذا الهجوم. هذا الشخص كانت معه رخصة مزورة لقيادة السيارات من الولاياتالمتحدة من ولاية ميشيجان." وقال تسفيتانوف "بدا مثل الآخرين - شخصا طبيعيا يرتدي بنطالا قصيرا وشنطة تحمل على الظهر." وقال إن القوات الخاصة تمكنت من جمع عينات من الحمض النووي (دنا) أخذت من اصابع المفجر وتوالي مضاهاتها بقواعد البيانات الجنائية في محاولة لتحديد شخصية الجاني. وأضاف ان أجهزة الامن البلغارية لم تتلق ما يشير الى احتمال وقوع هجوم انتحاري في هذه الدولة الواقعة في منطقة البلقان. وقال وزير الداخلية البلغاري إن من بين القتلى الثمانية السائق البلغاري للحافلة والمفجر نفسه. وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية إن بوسعها ان تؤكد مقتل خمسة اسرائيليين. وكان السائحون وصلوا الى بلغاريا على متن رحلة جوية مستأجرة قادمة من اسرائيل وكانوا في حافلة بساحة انتظار السيارات في المطار عندما دمر الانفجار الحافلة ذات المستويين. وتناثرت الأشلاء على ارضية المكان فيما برزت اجزاء معدنية ملتوية من سقف الحافلة المدمرة وتعالت اعمدة الدخان السوداء في اجواء منطقة المطار. وظل مطار مدينة بورجاس - التي يقطنها 200 الف شخص والواقعة في قلب سلسلة من المنتجعات الساحلية - مغلقا يوم الخميس ومنعت الشرطة الجمهور من الاقتراب من المنطقة. وخلف الطوق الامني وقف نحو مئة من الركاب وقد نفد صبرهم انتظارا للصعود الى رحلاتهم الجوية الا انهم ابلغوا بان عليهم التريث حتى منتصف الليل. وجهز مسؤولون دورات مياه متنقلة وخياما للمسافرين الذين تقطعت بهم السبل وبدأ البرلمان البلغاري جلساته بالوقوف دقيقة حدادا على ارواح ضحايا الحادث. وقال ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي يوم الخميس إن جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من ايران نفذت الهجوم. وقال باراك لراديو اسرائيل "المنفذون من انصار حزب الله ممن يعملون تحت رعاية ايران المستمرة بالطبع." وقع التفجير في الذكرى السنوية الثامنة عشرة للهجوم بقنبلة على مقر منظمة يهودية رئيسية بالارجنتين في عام 1994 وهو الهجوم الذي نفذه مهاجم انتحاري من حزب الله واسفر عن مقتل 85 شخصا. وألقت الحكومة الارجنتينية بالمسؤولية عن هذا الهجوم على ايران التي تنفي بدورها هذه التبعة. وبعد ساعات من وقوع الهجوم قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن طهران - وهي خصم اسرائيل اللدود - وراء التفجير وإن "اسرائيل سترد بقوة على الارهاب الايراني." ولم يرد رد فعل فوري من ايران على الاتهامات الاسرائيلية. وقال مسؤولون طبيون إن اثنين من السياح الاسرائيليين اللذين لحقت بهما اصابات بالغة نقلا الى مستشفيات في العاصمة البلغارية صوفيا. وترقد امرأة في وحدة الرعاية المركزة اثر اصابات في الرأس والصدر الى جانب رجل في حالة حرجة بعد اصابته بحروق في الجسم وصلت نسبتها الى 55 في المئة. وسينقل نحو 30 سائحا اسرائيليا مصابا الى اسرائيل في وقت لاحق من يوم الخميس. وسبق ان أعلن مسؤولون اسرائيليون أن بلغاريا وهي مقصد سياحي اعتاد السياح الاسرائيليون على ارتياده معرضة للهجوم من قبل اسلاميين متشددين قد يتسللون عبر تركيا. واستهدف مفجرون - قالت اسرائيل إنهم يعملون لحساب ايران -دبلوماسيين اسرائيليين في عدة دول خلال الاشهر الماضية. ورغم نفي ايران ضلوعها في تلك الهجمات الا ان بعض المحللين يرون ان طهران تسعى للانتقام من مقتل عدد من علمائها العاملين في برنامجها النووي. وتلقي ايران بالمسؤولية عن مقتل علمائها على اسرائيل وحلفائها الغربيين. وتخشى اسرائيل والقوى الغربية ان تكون ايران تسعى لصنع قنبلة نووية الا ان طهران تقول إن ابحاثها تقتصر على الاغراض السلمية. ولم تستبعد لا اسرائيل ولا الولاياتالمتحدة القيام بعمل عسكري ضد المنشآت النووية الايرانية. وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فيسترفيله "انه هجوم رهيب لا مبرر له. حان الوقت للتصرف على نحو مسؤول. ليست لدينا معلومات من طرفنا. نحث على توخي الحذر من البدء في توجيه اللوم." المصدر : رويترز