الصدق منجاة... هكذا يقول القول المأثور ...ولكن الواقع يقول غير ذلك فالصدق دائما له رائحة كريهة تجعل من حولك ينفر منك ويبتعد سريعا ... فكل ما اعانيه من اضطهاد يتمثل فى تعليقات وقفشات زملاء العمل وأصدقاء أهل البندر سببه أننى قلت الصدق " أننى فلاح" واعتبرته منجاة ولكنه جعلنى دائما فى حالة ما يسمى بالمصطلح العسكرى " سرية مناوبة" أى فى حالة استنفار واستعداد لصد الهجوم المباغت حتى أثناء النقاش نتيجة كلمة أو لفظ يخرج من فمى بلهجتى الريفية وهنا أتذكر بلدياتى الكاتب الصحفى الكبير اسماعيل النقيب الذى ما سمعته إلا متحدثا بلهجته الريفية الاصلية وطبعا شاعرنا العظيم عبدالرحمن الأبنودى ولجهته الصعيدية. المهم أن هناك دائما وابلا وسيلا من التعليقات التى أسمعها فى الرواح والغدو "يا فلاح...يا فلاح "....لدرجة جعلتنى أتذكر الفنان حسن حسنى فى فليم "غبى منه فيه" وهو يقول: ياست يا أم نيازى صحى نيازى وقولي له ضبش حرامى ".... مع استبدال كلمتى " ضبش حرامى" ب "رضا فلاح". ولأن الفلاح يتسم بالطيبة وليس كما نسمع الآن " خبث الفلاحين" عزمت أحد الاصدقاء فى قريتنا وكانت ليلة ...فطول الليل وضرب النار لم ينقطع وأصوات طلقات الرصاص "تجعل مفاصل صاحبنا مالهاش علاقة ببعض" وفى الصباح حكى للزملاء فى العمل فيلم" شئ من الخوف". ولقد قتلت كلمة "فلاح" عام 2005 شابا مصريا متفوقا وهو "عبد الحميد شتا" الذى تقدم لامتحان الملحقين الدبلوماسيين في الخارجية المصرية ونجح وحاز المركز الاول...ولكن تم رفض تعيينه فى الخارجية المصرية لأنه غير لائق اجتماعيا والسبب أن أباه "فلاح" فانتحر. ولما قامت ثورة 25 يناير استبشرت خيراً وتذكرت ثورة 52 وكيف انحازت للفلاح المصرى ولكن شيئا لم يتغير فما زلت أسمع فى الرواح والغدو " الفلاح أهو".