قدم المنتخب المصري الأول لكرة القدم واحدة من أسوأ مبارياته في السنوات العشرة الأخيرة وخسر أمام مضيفه إفريقيا الوسطى 2-3 في ذهاب الدور الثاني من التصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا 2013. وجاءت الخسارة لتصدم عشاق المنتخب المصري بعد البداية الرائعة في تصفيات المونديال وتحقيق 6 نقاط من فوز على موزمبيق بهدفين دون رد ثم فوز خارج الأرض لم يتحقق منذ فترة طويلة على حساب غينيا 3-2 في الثواني الأخيرة. وقدم المنتخب المصري أداء سلبيا مقارنة بالصورة الرائعة التي ظهر بها أمام غينيا في الجولة الثانية من تصفيات المونديال، علما بأن التصفيات أمم إفريقيا تقام بنظام الذهاب والإياب ولا بد على المنتخب المصري تحقيق فوز مريح قبل لقاء الإياب في بانجي بعد أسبوعين. ووضع المنتخب المصري نفسه في موقف لا يحسد عليه إطلاقا بعدما بات بحاجة إلى الفوز بفارق هدفين، أو بفارق هدف مع نتيجة أكبر من 3-2 أي 4-3 أو 5-4 من أجل حسم تأهله للدور المقبل من التصفيات، ويواجه بطل إفريقيا 7 مرات خطر الخروج للمرة الثانية على التوالي بعدما فشل في الدفاع عن لقبه بطلا لنسخة 2010 في أنجولا بالغياب عن نسخة 2012 التي استضفتها غينيا الاستوائية والجابون وأحرزت زامبيا لقبها. بدأ بوب برادلي المباراة بتشكيل مكون من عصام الحضري، أحمد حجازي، محمود فتح الله، أحمد المحمدي، محمد عبد الشافي، محمد النني، حسني عبد ربه، محمد أبو تريكة، أحمد تمساح، محمد صلاح، محمد زيدان، ليكون زيدان هو اللاعب الوحيد المختلف في التشكيلة التي بدأت مباراة موزمبيق في الجولة الأولى من تصفيات المونديال وجلس محمد ناجي جدو على مقاعد البدلاء. وبدأ المنتخب المصري ضاغطا منذ البداية بهدف تسجيل هدف مبكر، وهو ما تحقق عن طريق زيدان الذي تلقى كرة عرضية حريرية من محمد صلاح لم يجد أدنى صعوبة في إيداعها الشباك الخالية. وبعد الهدف واصل المنتخب المصري تناقل الكرة بثقة زائدة عن الحد مما سمح للضيوف بالضغط في وسط الملعب دون تشكيل خطورة حقيقية على مرمى الحضري، إلا أن غياب دعم الطرفين محمد عبد الشافي وأحمد المحمدي ساهم في تقليص القدرات الهجومية للفرعنة نسبيا. وبمرور الوقت بدأ منتخب إفريقيا الوسطى في تنظيم صفوفه ومحاولة الاختراق من العمق معتمدا على البطء النسبي في أداء قلبي الدفاع محمود فتح الله وأحمد حجازي، ومن إحدى المحاولات النادرة نجح الضيوف في ضرب التسلل وتسجيل هدف التعادل القاتل من انفراد صريح بمرمى الحضري الذي تجازوه المهاجم مومي بسهولة وأودع الكرة الشباك. ومثل الهدف صدمة للاعبي مصر واستمر البطء النسبي في الأداء قابله تنظيم دفاعي محكم من الضيوف رغم طرد مدافعه كيتا قبل عشرة دقائق على نهاية الشوط. ويحصل النني على بطاقة صفراء للخشونة بدون داع، وأرسل هيلر نجم وسط الضيوف كرة عرضية من ركلة حرة من على حدود منطقة الجزاء أخرجها أحمد تمساح إلى ركنية قبل أن تصل لرأس المهاجم وسط غياب تام لقلبي الدفاع حجازي وفتح الله. وفي الشوط الثاني بدأ المنتخب المصري مثل بدايته في الشوط الأول وأحرز محمد صلاح هدفا كربونيا من هدفه الثالث في مرمى غينيا بتصفيات المونديال ليضع منتخب مصرفي المقدمة مجددا أمام عشرة لاعبين مجتهدين. وأجرى برادلي تبديلين بالدفع بأحمد فتحي لتنشيط الجبهة اليمنى ومحمد ناجي جدو في خط الهجوم بدلا من أحمد المحمدي ومحمد زيدان. ولم تسفر التغييرات عن جديد وازداد الإيقاع البطيء للاعبي المنتخب المصري دون مبرر وسط حالة غريبة وغير معتادة من انعدام التركيز يتحملها الجهاز الفني الذي أشدنا به قبل أيام عندما كان اللاعبون في قمة تركيزهم أمام غينيا حتى الدقيقة الأخيرة. وواصل ثنائي الدفاع أدائهما السلبي عندما فاجأ هيلر ميمي مهاجم لومان الفرنسي الجميع بإدراك التعادل في الدقيقة 63 عندما انفرد بمرمى الحضري بعد فشل حجازي في قطع الكرة من أحد لاعبي الضيوف الذي نجح في التمرير لمحرز الهدف من وضعية صعبة وسط حراسة حجازي وفتح الله. ويستمر تفوق الضيوف بعشرة لاعبين في ضرب الدفاع المصري بنفس التمريرات البينية المتقنة وتلقت شباك الحضري الهدف الثالث في الدقيقة 68. ويدفع برادلي بحسام غالي بدلا من محمد النني في تغيير مجهول الهدف، ويستمر الأداء السلبي لمنتخب مصر رغم السيطرة على الكرة معظم الوقت دون النجاح في تشكيل أدنى خطورة على المرمى أمام الدفاع المتكتل. ولم تزد المحاولات الهجومية للمنتخب المصري في الدقائق المتبقية عن رأسيتين من تريكة وجدو كانا في متناول الحارس. يذكر أن لقاء الإياب سيقام في بانجي عاصمة إفريقيا الوسطى يوم 30 يونيو الجاري، على أن يواجه المتأهل أحد المنتخبات ال 16 المشاركة في النسخة الأخيرة ذهابا وإيابا أيضا على بطاقة التأهل للنهائيات.