القاهرو:- قال الدكتور ناجح إبراهيم القيادي، بالجماعة الإسلامية، وأحد أبرز قادتها اذا فاز الدكتور محمد مرسى، قد يجد المشاكل الخارجية في انتظاره والرفض الغربي والأمريكي جاهزًا له، وسيجد صعوبات جمة في ترويض الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية وأضاف سوف يقف الإسلاميون وراءه وتطرب المنابر فرحا به أما القنوات الفضائية فسوف تنتظر كل هفوة وتحاسبه على الصغيرة قبل الكبيرة وتجهز له المحاكمات الإعلامية دون محامين في كل حين. ونصح إبراهيم، في حواره مع "بوابة الأهرام" التيارات الدينية بعدم الاستحواذ علي السلطة حتي لا يخسروا كل شيء، وطالبهم بالبعد عن التشفي لأن الإسلام والرجولة ضد هذه الصفة، مشيرًا إلي أنه سجن لمدة 24 عامًا في سجون مبارك لكنه لم يشمت بعد صدور الحكم عليه، ورفض فكرة إنشاء مجلس رئاسي، مؤكدًا أن هذه الدعوة لا تليق بمصر وأن اتفاق الثوار مع الإخوان اتفاق مرحلي لإزاحة الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي، وتطبيق قانون العزل السياسي. ما هو شعورك لحظة الحكم علي مبارك، بالسجن المؤبد وخاصة أنك سجنت ومعظم أسرتك فترة طويلة وقضيت في السجن 24 عامًا كاملة ؟ لم أشمت فيه عندما سجن فقد عزمت مع نفسي ألا أشمت في أحد مهما ظلمني ولا أتشفي في أحد فالزمن دوار والإسلام والرجولة ضد الشماتة، وقد تعلمت من الإسلام ومن سجني الطويل أيضا أن أتعلم العبرة والعظة من كل ما يدور حولي وأن أبث هذه العبرة للآخرين ما استطعت إلي ذلك سبيلا، والجزاء من جنس العمل، وهي عبرة وعظة لنا جميعًا، وخاصة أن البعض منا الآن على أعتاب الحكم وبينهم وبين السلطة قاب قوسين أو أدنى وهذا يعلمنا ألا نعدل بين الناس فحسب ولكن أن نحسن إليهم وأن ننحي الانتقام جانبًا وأن نعفو عمن ظلمنا ونصل من قطعنا وألا نظلم من يخالفنا في رأي أو فكر أو حكم ولا نقسو على الآخرين، وهي رسالة لكل من تهفو نفسه إلى كراسي السلطة تناديه. ما رأيك في المظاهرات التي ملأت ميادين مصر ومنها التحرير عقب الحكم علي مبارك وأقطاب حكمه ؟ لا نريد أن ندفن رءوسنا في الرمال هذه المظاهرات ثم التحضير لها مبكرا. والحكم كان هو شرارة الانطلاق فقط لها ورغم كراهية الجميع للحكم إلا أن معظم القوي السياسية رأت فيه نجاة لها من وضع راكد كاد أن يقتل الثورة وأفكارها ولا يصعد برجالاتها إلي سدة السلطة. ومتظاهرو التحرير والميادين ينقسمون إلي فريقين، الإخوان وهؤلاء يريدون إزاحة شفيق، وهذه فرصة العمر التي لن يضيعها الإخوان لإزاحة شفيق وإزاحة المؤسسة العسكرية معه من الملفات السياسية المصرية وهم يعلمون أن انتصار مرسي، هو بداية النهاية لكل بقايا نظام مبارك. والفريق الثاني هم الثوار وهؤلاء نزلوا الميادين بكل ثقلهم ويريدون أيضا إزاحة شفيق، لكي يحل محله صباحي أو إزاحة شفيق ومرسي معا وإيصال المجلس الرئاسي الذي يقترحونه إلي سدة الرئاسة، فاتفاقهم مع الإخوان اتفاق مرحلي لإزاحة شفيق، وإقرار قانون العزل، وحتى إذا أزيح شفيق وعاد صباحي، إلي سباق الرئاسة مرة أخري عاد النزاع بينهم وبين الإخوان أيهما يصعد إلي سدة الرئاسة، وعموما الإسلاميون والثوريون يعتبرون أن هذه آخر فرصة للوصول إلي السلطة وتحقيق أهداف الثورة من وجهة نظر كل فصيل منهما. ما رأيك في الذين يريدون إلغاء نتيجة الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية وتكوين مجلس رئاسي يضم البرادعي وصباحي وأبو الفتوح ؟ كان يمكن قبول هذه الفكرة بعد الثورة مباشرة أما تكوين هذا المجلس الآن فلا يقره القانون المصري ولا يمت للدستور بصلة، وإلغاء نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية نوع من العبث لا يليق بالمصريين أو الثوار أن يتداولوه. ومنع الجولة الختامية أيضا سوف يبقي مصر بلا رئيس شرعي أو منتخب ويعيد العجلة إلي الوراء، وقديما كان يكتب في المحال التجارية "البضاعة المشتراة أو المستعملة لا ترد ولا تستبدل" وبناء علي هذا لا يمكن أن تعيد بضاعة استعملتها ورضيت بها منذ أكثر من عام، فبعد انتخاب البرلمان لا يمكن حله لأنك رضيت بذلك بعد أن فزت فيه ولا يمكن إلغاء الانتخابات الرئاسية بعد أن وافقت عليها كل القوي ودخلت في منافساتها حتى إذا فشل البعض قالوا " لن نلعب هذه اللعبة .. أو سوف نرد هذه البضاعة بعد أن استعملناها لأكثر من عام ونصف، لأن النتيجة النهائية لم تعجبنا، وهل لو فاز فلان أو فلان هل سيكون رأيهم مثلما يرون الآن أو يقبلون بفكرة تكوين المجلس الرئاسي دونهم. وعلي هؤلاء جميعا أن يلوموا أنفسهم قبل أن يلوموا غيرهم لأنه كان بإمكانهم التوحد فيما بينهم والفوز من الجولة الأولي ولا نقع في هذه المعضلات ولكن كل منهم آثر مصلحته علي مصلحة الوطن فضاعت المصلحتان، لقد أبي كل واحد منهم أن يكون نائبًا للرئيس وأصر على أن يكون رئيسًا فضاعت منهم الرئاسة والنيابة فمن أراد الكل فقد الكل. ما هي التحديات التي ستواجه المرشح الفائز؟ إن جاء الدكتور محمد مرسى، قد يجد المشاكل الخارجية في انتظاره والرفض الغربي والأمريكي جاهزًا له، وسيجد صعوبات جمة في ترويض الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الثلاث الكبرى، وسوف يقف الإسلاميون وراءه وتطرب المنابر فرحا به أما القنوات الفضائية فسوف تنتظر كل هفوة وتحاسبه على الصغيرة قبل الكبيرة وتجهز له المحاكمات الإعلامية دون محامين في كل حين. وإذا جاء الفريق شفيق، سيجد الرفض الشعبي الداخلي في انتظاره فضلا عن المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات وحرق الأرض تحت قدميه وإغراء الشباب حديث العهد بالعنف ضده، وسيقف له البرلمان بالمرصاد وسوف يحاول إفشال عمله وتعطيل مسيرته ووضع العراقيل إمامه حتى يبدو للجميع عجزه وفشله وسوف تهتز المنابر كل جمعة بسبة وشتمه والإثارة ضده ، وبهذا فلن يستريح هذا أو ذاك في سدة الرئاسة وستكون أيام كلا منهما نكدا وهما وغما عليه وعلى أسرته ومحبيه وسيكون الضغط والسكر وأمراض القلب والقولون العصبي في انتظار كل منهما. بوابة الاهرام