البحيرة : - وسط مشاعر حزينة وآهات غاضبة من أهالى قرية الوفائية مركز الدلنجات وفى جنازة مهيبة، شيع الآلاف من أهالي القرية والقيادات التنفيذية والشعبية وممثلي القوات المسلحة الشهيد عريف متطوع سمير أنور الكيال - 23 سنة - الذى استشهد فى مواجهات "جمعة النهاية" بالعباسية أثناء تأدية واجبه فى حماية وزارة الدفاع متأثرا بإصابته بطلق ناري فى البطن. اختلطت مشاعر الحزن والألم بالغضب العارم تجاه التيار الإسلامى خاصة الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل وأنصاره الذين حملهم الأهالى مسؤولية استشهاد ابنهم. وصرخت شقيقة الشهيد خلال الجنازة، وهى تنتحب: "الظلمة قتلوه". أما خطيبة الشهيد أميرة حامد الشاذلي - 19 سنة - التى جاءت برفقة الجثمان من القاهرة، فاخترقت صفوف المشيعين، والدموع تنهمر من عينيها، وقالت: "عاوزة أشوف زوجى، خلونى أشوفه للمرة الأخيرة". فيما ظل والد الشهيد -64 سنة - بالمعاش صامتا من أثر الصدمة. وشهدت الجنازة مشادة بين أحد أهالي القرية ونائب من حزب الحرية والعدالة عندما وعد النائب بتعيين شقيق الشهيد، مما دفع أحد الأهالي إلى وصف نواب الحرية والعدالة بأنهم "لا يراعون الظرف الصعب والنار التى تغلي في الصدور". وقال عم الشهيد محمد الكيال - 56 سنة - والدموع تنهمر من عينيه، - وفقا للتقرير الذى نشرته جريدة الوطن - إنه بقدر ألمه على استشهاد ابن شقيقه لكنه سعيد باستشهاده وهو يؤدى واجبه فى حماية وزارة الدفاع وتأمينها فى مواجهة البلطجية. شقيقه إسماعيل الذى سافر إلى القاهرة لمرافقة جثمان أخيه راح فى نوبة بكاء ونحيب هستيرية بمجرد أن وصل مع جثمان الشهيد ، وتحدث منتحبا: "أريد أن ألقى نظرة الوداع على شقيقى الذى قتله البلطجية والظلمة دون ذنب اقترفه"، وطالب المجلس العسكرى بضرورة وسرعة القصاص من القتلة والمجرمين الذين اغتالوا شقيقي وهو يستعد لأحلى لحظات حياته بزفافه على خطيبته يعد أربعة أيام فقط، فقد قتلوا الفرحة فى قلوب الأسرة كلها وتركوا الحزن والألم لوالدي المسن الذى كان ينتظر هذه اللحظات بفارغ الصبر. شقيق الشهيد خالد - 40 سنة - قال لقد رحل نوارة الأسرة فى لحظة غدر من البلطجية الذين اغتالوه دون ذنب ارتكبه وهو يؤدى واجبه فى الدفاع عن وزارة الدفاع مشيرا الى أن شقيقه كان يحب الخدمة فى القوات المسلحة لدرجة أنه تقدم للتطوع ثلاث مرات من قبل وكأنه كان يطلب الشهادة فى سبيل الوطن وأنا أحتسبه عند الله شهيدا. أما شقيقه رأفت - 30 سنة - مدرس فقال وهو شبه منهار اننا كنا ننتظره بفارغ الصبر هذه الأيام لإتمام زواجه يوم 10 مايو الجارى لكنه القدر وأيدى الغدر والقتلة الذين لا يعرفون الدين مطالبا بإطلاق اسمه على أحد شوارع الدلنجات وأحد المعاهد الأزهرية بالقرية وبسرعة القصاص من قتلة أخيه مؤكدا ثقته الكاملة فى المجلس العسكرى ربيع الفقى - جار الشهيد - قال إن الشهيد سمير له 5 أشقاء ذكور و 3 بنات وليس لديهم أرض زراعية وكان الشهيد مثالا للأخلاق الدمثة وحظى بحب واحترام الناس بالقرية، وكان متزنا محافظا على الصلاة فى أوقاتها لا يعرف إلا الجدية والالتزام فى حياته ويعد من أفضل شباب القرية وأكثرهم وسامة. في نفس السياق، قرر محافظ البحيرة المهندس مختار الحملاوى صرف إعانة عاجلة لأسرة الشهيد 10 آلاف جنيه، ووافق على إطلاق اسمه على أحد شوارع الدلنجات.