صلة الأرحام أمرنا بها القرآن الكريم وحثت عليها السنة المطهرة، قال تعالى: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم" ويقول المولى عز وجل فى آية أخرى "واتقوا الله الذى تسائلون به والأرحام". ويقول النبى صلى الله عليه وسلم: "من أراد أن ينسأ له فى أجله ويوسع له فى رزقه فاليصل رحمه وإن جفوه"، ويقول المولى عز وجل فى حديث قدسى "الرحم اسم من اسمى فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته". قد يقول سائل هؤلاء القرابة هم قرابة الزوج وليس الزوجة؟ أقول لهم أصبحوا الآن رحم لها بعد أن سارت زوجة له. ونحن جميعاً فى أمس الحاجة إلى الترابط سواء كان فى نطاق الأسرة أو أقارب الزوج أو أقارب الزوجة وزيارة الزوجة لأهل زوجها إنما هى تأصيل لروابط المحبة والألفة والميثاق المؤكد بينهما، ولا شك أن زيارتها لأهل زوجها سوف تضفى على زوجها وأولادها وأسرتها نوعاً من الترابط والمحبة. فمن السنة زيارة الأهل والأقارب سواء كانوا من الأرحام أو من غير الأرحام، فنحن فى أمس الحاجة فى هذه الأيام إلى أن نترابط ونتعاون وتكون الألفة والمحبة شعارنا وهدفنا، إلا إذا ترطب على هذه الزيارة مشاكل من جهة أهل الزوج أو ترتب عليها فساد للحياة الزوجية فتكون الزيارة محدودة، والاتصال من خلال وسائل الاتصالات يكون قد أدى بعضاً من صلة الأرحام، ولا نقطع الأرحام بأى كيفية من الكيفيات. فلقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: "إن لى قرابة أصلهم ويقطعوننى وأحلم عليهم ويجهلون على، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: إذا كنت صادق فيما تقول فكأنما تسفهم المل ولازال لك من الله ناصراً ومعيناً مادمت على هذه الفعلة". والله الموفق.