تبدو الفرصة مواتية أمام المدرب الفرنسي آلان جيريس لتصفية حساباته مع الجابون عندما يقود المنتخب المالي الأحد في مواجهة أصحاب الضيافة على ملعب الصداقة الصينية - الجابونية في ليبرفيل ضمن الدور ربع النهائي للنسخة الثامنة والعشرين من نهائيات كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها الجابون وغينيا الاستوائية حتى 12 فبراير الحالي. وأمضى جيريس 4 أعوام على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الجابوني من 2006 إلى 2010 وساهم بشكل كبير في تطوير مستواه وكان قاب قوسين أو أدنى من قيادته إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا للمرة الأولى في تاريخه، كما كان قريبا من قيادته إلى ربع نهائي النسخة القارية الأخيرة في أنجولا لولا قوانين البطولة التي أخرجته خالي الوفاض بفارق المواجهات المباشرة خلف زامبيا والكاميرون. بيد أن هذه النتائج الجيدة لم تشفع لجيريس أمام المسئولين الجابونيين الذين قرروا عدم تجديد عقده وتعاقدوا مع زميله السابق في فريق بوردو الألماني الأصل الفرنسي الجنسية جيرنوت روهر. ويقول جيريس في هذا الصدد "لا يجب أن تنسوا انني لم أذهب بمحض إرادتي، لكني مدرب محترف احترمت قرارهم وها أنا اليوم أواجههم في ربع النهائي وسألعب من أجل الفوز. سنلعب أمام منتخب وبلد أقدره كثيرا لكن فيما عدا ذلك، فأنا مدرب لمالي وسأبذل كل ما في وسعي لقيادته إلى الفوز وبلوغ نصف النهائي". من جهته، قال روهر "أعرف جيريس جيدا، إنه صديق لي، لعبنا معا لمدة 10 أعوام من 1977 إالى 1987، كانت فترة رائعة. هناك قاسم مشترك أيضا بيننا كوني استلمت تدريب الجابون خلفا له"، مضيفا "لكننا سنكون خصمين في مباراة الأحد، فهو مدرب لمالي وأنا مدرب للجابون". ولن تكون مهمة مالي الساعية إلى بلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ عام 2004 عندما سقطت أمام المغرب صفر-3، سهلة أمام الجابون التي تطمح إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور لحجز بطاقتها في دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخها. وحصدت الجابون العلامة الكاملة في الدور الأول بانتصارات على النيجر 2-صفر والمغرب 3-2 وتونس 1-صفر، وهي تعول على جمهورها (40 ألف متفرج) ونجمها مهاجم سانت إتيان الفرنسي بيار إيميريك أوباميانغ هداف البطولة برصيد 3 أهداف مشاركة مع المغربي حسين خرجة والأنجولي مانوشو. أما مالي فتعقد آمالا على نجمها وبرشلونة الأسباني سيدو كيتا لمحو الصورة المخيبة للدور الأول حيث حجزت بطاقتها بصعوبة بفوزين صعبين على غينيا 1-صفر وبوتسوانا 2-1 وخسارة أمام غانا صفر-2. وقال كيتا الذي سجل هدف الفوز في مباراة بوتسوانا ومنح البطاقة الثانية لمنتخب بلاده: "ستكون مواجهة الجابون صعبة لأنهم أصحاب الأرض، لكن الضغوطات ستكون كبيرة عليهم لتحقيق إنجاز تاريخي، فيما نحن سنلعب بدون أي مركب نقص بعدما قطعنا الدور الأول وبالتالي لن نألوا جهدا لبلوغ نصف النهائي". يذكر أن مالي تلهث وراء اللقب القاري الأول منذ عام 1972 عندما حلت ثانية في مشاركتها الأولى، علما بأنها تشارك للمرة السابعة في النهائيات وحلت رابعة 3 مرات أعوام 1994 و2002 و2004.