ونحن على مشارف انتهاء عام 2011 نتأمل ونحلل ما حدث فيه من أحداث مثيرة، فنجد أنه اتسم بصفة غريبة وهي "تعري" بعض الفتيات مع اختلاف مبررات كل منهن عن الأخرى، لتكون صفحات الفيس بوك هي الحكم وصاحبة القول الفيصل في الحكم على أكثر ثلاث صور عارية شغلن الرأي العام في مصر. القصة الأولى كانت للناشطة الصعيدية "سميرة ابراهيم" التي القي القبض عليها من قبل الشرطة العسكرية أثناء فض اعتصام بالتحرير، ووقت احتجازها في المتحف المصري تم الكشف علي عذريتها عنوة أمام رجال الجيش، ونتيجة لهذا التصرف المشين قررت سميرة رفع دعوى قضائية لاسترداد كرامتها المهدورة، خاصة وأن الإعلام لم يهتم بقضيتها. لتأتي المدونة المغمورة علياء ماجدة المهدي صاحبة القصة الثانية في هذا العام، التي تعرت أيضا أمام العالم أجمع عبر الفيس بوك، بمحض إرادتها بحجة أنها تدعو لحرية المرأة وتحررها من القيود الجنسية التي يفرضها عليها المجتمع العربي، لتصبح مصر على صفيح ساخن بعد تصرف علياء الغريب حيث لم يعتد الشعب المصري أن يرى بنتا من بناته عارية أمام الجميع بإرادة كاملة!. وفيما يبدو أن عام 2011 يأبى أن ينتهي دون حكاية تعر أخرى، وهي القصة الثالثة لناشطة في حركة 6 أبريل التي تعرى بعض جسدها أثناء فض اعتصام مجلس الوزراء عندما كانت تقاوم رجال الشرطة العسكرية وقت القبض عليها، لتسحل على الأرض فتنكشف ملابسها الداخلية وهو ما تم تصويره . ونتيجة لتلك الصورة التي آلمت كل من شاهدها، خرجت أكبر مسيرة نسائية تدعو لضرورة احترام المرآة، وأن جسدها وشرفها خط أحمر، لكل من تسول له نفسه أن يكشف عنه حتى لو كان رجال الجيش أنفسهم، وعلى اثر الاحتقان وحالة الغضب العنيفة انتابت المصريين بسبب تلك الصورة غير الآدمية، نشر المجلس العسكري رسالة اعتذار لكل الفتيات والسيدات المصريات متعهدا بالتحقيق في هذه الواقعة التي لا يقبلها رجال الجيش، ولكن مازال المصريون ثائرين لإهانة النساء في الشوارع و سحلهم مقررين النزول غدا يوم الجمعة في مسيرة كبيرة بالملابس السوداء تصل إلى ميدان التحرير. ومن خلال الثلاث حكايات السابق ذكرها، يظهر الفرق واضحا بين نوايا و سبب تعرية كل واحدة من تلك الفتيات، فواحدة تعرت بمحض إرادتها لتنال استحقار أبناء وطنها، و الأخريان تعرتا عنوة و حلفا أن يثأرا لشرفهما مهما كانت العواقب و من أجلهما نزل الشعب المصري بأكمله للهتاف باسميهما.