الخرطوم:- قال أحد زعماء المعارضة في السودان إن السودان قد يشهد الثورة العربية التالية بسبب اشتداد مشاعر الغضب والاستياء من الازمة الاقتصادية وان القمع الحكومي أسوأ مما كان عليه الحال في مصر قبل الإطاحة بحسني مبارك. وقال فاروق أبو عيسى رئيس رئيس الهيئة العامة لتحالف قوى الإجماع الوطني التي ينضوي تحت لوائها أحزاب المعارضة الرئيسية في السودان "النظام مصيره الفشل ... واتفقنا نحن المعارضة على أنه لا سبيل إلى إصلاحه". وقد شهد السودان سلسلة من الاحتجاجات الصغيرة في العاصمة الخرطوم وشرق البلاد احتجاجا على الزيادات الحادة في أسعار الغذاء. ويقول متظاهرون كثيرون إنهم يستلهمون ثورات "الربيع العربي" في مصر وتونس لكن سرعان ما كانت القوات الأمنية تقوم بتفريقهم. وكان أبو عيسى ذهب إلى المنفى في القاهرة بعد استيلاء البشير على السلطة في عام 1989 وأصبح أحد شخصيات المعارضة البارزين منذ عودته. واحتجز فترة قصيرة الشهر الماضي بعد ما قال مسئولون إنه يحاول تنظيم احتجاجات بمساعدة جهة أجنبية وهو اتهام ينفيه. وقال أبو عيسي في مقابلة مع رويترز إن الحزب الحاكم يقول إن السودان لا يتأثر بالربيع العربي. وأضاف "كيف يمكن أن يكون السودان استثناء.. السودان مرشح أقوى مما كان عليه الحال في مصر وتونس". وأضاف قوله إن حجم الفساد أكبر كثيرا مما كان في البلدان التي شهدت ثورة سواء كانت تونس أو مصر. وقال إن عددا صغيرا من الناس يستفيدون من ميزانية كبيرة. وتابع "فيما يتعلق بالقمع وغياب الاحترام لحقوق الانسان والقيود على الحقوق السياسية الأخرى فان الوضع في السودان أسوأ. ففي مصر كانت هناك بعض الحقوق ... وهنا لا سيادة للقانون. وهنا يتبع القضاة الحزب الحاكم مئة في المئة". وأضاف أبو عيسى وهو محام قوله إن المعارضة أضعفتها هيمنة حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير لكنها تعكف على وضع استراتيجية جديدة لحشد التأييد. وقال "أحزاب المعارضة ضعيفة لأنها حرمت من التمويل ومن القيام بدور في العشرين عاما الماضية فقد احتكر الحزب الحاكم السلطة". ويعتزم تحالف المعارضة الذي يضم الزعيم الاسلامي حسن الترابي عقد مؤتمر لوضع برنامج حكم بديل ودستور. وقال أبو عيسى "أنا متفائل جدا والنظام لا يمكن أن يستمر هكذا طويلا" .