مدريد:- رحب الإسبان يوم الجمعة ببيان من حركة إيتا الانفصالية في إقليم الباسك عن أنها أنهت عقودا من الكفاح المسلح مما بعث الآمال في أنهم لن يروا هدنة أخرى تنتهك. وضعفت حركة إيتا السرية بسبب مئات من الاعتقالات وتراجع الدعم بعدما قتلت أكثر من 800 شخص في حملتها لإقامة وطن للباسك في مناطق بشمال إسبانيا وجنوب فرنسا. ونشرت إيتا شريط فيديو على الإنترنت يوم الخميس نبذت فيه العنف ودعت إلى محادثات مع السلطات الإسبانية والفرنسية لإنهاء آخر حرب عصابات كبيرة في أوروبا. ويمثل الإعلان تحولا مهما بالنسبة لحركة إيتا وتخطو به الحركة خطوة أكبر من وقف إطلاق النار الدائم الذي أعلنته في يناير. ووصف الحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا الذي يتأخر بشدة في استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات البرلمانية في 20 نوفمبر الإعلان بأنه انتصار للديمقراطية. وطلب الحزب الشعبي المنتمي ليسار الوسط والذي من المتوقع على نطاق واسع أن يسيطر على الانتخابات دليلا على جدية الحركة المسلحة. ويتوق الاشتراكيون لإعلان نهاية حركة إيتا وهم في الحكومة ليسجلوا نقاطا سياسية قبيل الانتخابات. لكن ربما يؤول الأمر إلى حكومة جديدة من المرجح أن يشكلها الحزب الشعبي كي تتفاوض بشأن التفاصيل الشائكة للتسوية والتي قد تشمل مصير الأسلحة التي تمتلكها إيتا. وأبدى زعيم الحزب الشعبي ماريانو راخوي الذي قد يصبح رئيس الوزراء القادم لإسبانيا ترحيبا بإعلان إيتا أكبر من ترحيبه بإعلانات وقف إطلاق النار السابقة مما يشير إلى أن الصراع ربما يقترب أخيرا من نهايته. وتشكلت حركة إيتا في أواخر الخمسينات خلال حكم الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو الذي قمع لغة وثقافة الباسك. ومع سجن المئات من أعضاء إيتا ومصادرة الأسلحة في السنوات القليلة الماضية أدرك الجناح السياسي للمنظمة أن القتال من أجل الاستقلال لن ينجح وضغط على المقاتلين للدعوة لإنهاء القتال.