أنقرة:- أكد مسئولون في الحكومة التركية سقوط العشرات من أفراد الجيش التركي بين قتيل وجريح، في سلسلة هجمات صاروخية شنها متمردون أكراد واستهدفت عددا من المواقع العسكرية والأمنية في منطقة "تشكوركا" جنوب شرقي تركيا في وقت مبكر من صباح الأربعاء، وقامت قوات خاصة من الجيش التركي بعبور الحدود إلى شمال العراق ل"مطاردة المتمردين الأكراد". وذكر موقع "أخبار العالم" التركي أن هجمات اليوم خلفت ثاني أكبر حصيلة ضحايا بين أفراد القوات المسلحة التركية، منذ اندلاع المعارك بين الحزب الكردستاني والجيش التركي عام 1984، مشيرا إلى مقتل 33 جنديا في هجوم للمسلحين الأكراد عام 1993. وأضاف المسئولون أن اشتباكات متقطعة تدور بين القوات، التي توغلت لما بين ثلاثة وأربعة كيلومترات في الأراضي العراقية، ومتمردي حزب العمال الكردستاني في المنطقة الحدودية بالقرب من تشكوركا بإقليم هكاري. وأكد الرئيس التركي، عبد الله جول، إطلاق قذائف صاروخية على عدد من المواقع العسكرية والأمنية، دون أن يعلن عن حصيلة الضحايا، بينما ذكرت تقارير إخبارية أن الهجمات أسفرت عن سقوط 26 قتيلا على الأقل وإصابة 18 آخرين. ووجه الرئيس التركي، في كلمة حول الهجمات للتلفزيون الرسمي، اللوم إلى من وصفهم ب"الإرهابيين"، في إشارة إلى متمردين أكراد، ينشطون في المناطق الحدودية بين تركيا والعراق. وقال جول: "إن موقفنا واضح، هؤلاء الذين يعتقدون أن التطورات الديمقراطية في تركيا جاءت كنتيجة للأعمال الإرهابية، يرتكبون خطأ فادحا"، وأضاف: "إن قرارنا بالتصدي للإرهاب لن نحيد عنه، دون أن نمنحهم أية امتيازات". وفي أعقاب الهجمات، قرر رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوجان، إلغاء زيارته إلى كازاخستان، التي كانت مقررة اليوم الأربعاء، وسط أنباء عن عقد اجتماع لكبار القادة العسكريين والأمنيين في أنقرة. يذكر أن حزب العمال الكردستاني يقاتل الحكومة التركية منذ نهاية العقد الثامن من القرن الماضي، وكانت مطالبه الأساسية تصل إلى حد الدعوة لانفصال الأقاليم التي يقطنها الأكراد، الذين يشكلون نحو 18% من سكان البلاد. وتزايدت هجمات المسلحين الأكراد ضد أفراد الجيش التركي، وتجاوزت مناطق شمالي العراق لتصل إلى البحر الأسود، كما تبنت العناصر الانفصالية مسؤوليتها عن العديد من الهجمات وقعت بمختلف المدن التركية مؤخرا.