من رأى كأنه خارج إلى الحج في وقته، فإن كان صحيحاً رزق الحج وإن كان مريضاً عوفي وإن كان مديوناً قضي دينه، وإن كان خائفاً أمن، وإن كان معسراً يسر، وإن كان مسافراً سلم، وإن كان تاجراً ربح، وإن كان معزولاً ردت إليه الولاية، وإن كان ضالاً هدي، وإن كان مغموماً فرج عنه. وإن رأى كأنه خارج إلى الحج ففاته، فإنه إن كان والياً عزل، وإن كان تاجراً خسر، وإن كان مسافراً قطع عليه الطريق، وإن كان صحيحاً مرض. وإن رأى أنه حج أو اعتمر طال عمره واستقام أمره. وإن رأى أنه طاف بالبيت ولاه بعض الأئمة أمراً شريفاً. وإن رأى أنه طاف على الكعبة ومكة، فإنه يأتي ذات محرم. وإن رأى كأنه يلبي في الحرم، فإنه يظفر بعدوه ويأمن خوف الغالب، فإن لبى خارج الحرم، فإن بعض الناس يغلبه ويخيفه. ومن رأى كأن الحج واجب عليه ولا يحج دل على خيانته في أمانته وعلى أنه غير شاكر لنعم الله تعالى. ومن رأى كأنه في يوم عرفة وصل رحمه ويصالح من نازعه، وإن كان له غائب رجع إليه في أسر الأحوال، فإن الله تعالى جمع بين آدم وحواء في هذا اليوم وعرفها له. وإن رأى أنه يصلي في الكعبة، فإنه يتمكن من بعض الأشراف والرؤساء وينال أمناً وخيراً. ومن رأى كأنه أخذ من الكعبة شيئاً، فإنه يصيب من الخليفة شيئاً، والكعبة في الرؤيا خليفة أو أمير أو وزير وسقوط حائط منها يدل على موت الخليفة. ورؤيا الكعبة في المنام بشارة بخير قدمه أو نذارة من شر قد هم به. وإن رأى كأن الكعبة داره، فإنه لا يزال ذا خدم وسلطان ورفعة وصيت في الناس إلا أن يرى الكعبة في هيئة رديئة فذلك لا خير فيه. وإن رأى كأن داره الكعبة، فإن الإمام يقبل عليه ويكرمه، وقيل من رأى أنه دخل الكعبة، فإنه يدخلها إن شاء الله، وقيل إنه يدخل على الخليفة. وإن رأى أنه سرق من الكعبة رماناً، فإنه يأتي ذا محرم. وإن رأى أنه يصلي فوق الكعبة، فإن دينه يختل. وإن رأى أنه توجه نحو الكعبة صلح دينه. وإن رأى أنه أحدث في الكعبة دل على مصيبة تنال الخليفة. وإن رأى أنه مجاور بمكة، فإنه يرد إلى أرذل العمر. وإن رأى أنه بمكة مع الأموات يسألونه، فإنه يموت شهيداً. وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني أصلي فوق الكعبة، فقال: اتق الله، فإني أراك خرجت عن الإسلام. ومن رأى كأنه مس الحجر الأسود فقيل إنه يقتدي بإمام من أهل الحجاز، فإن قلع الحجر الأسود واتخذه لنفسه خاصة، فإنه ينفرد في الدين ببدعة. ومن رأى كأنه وجد شجر بعدما فقده الناس فوضعه مكانه فهذه رؤيا رجل يظن أنه على الهدى وسائر الناس على الضلالة. ومن رأى أنه شرب من ماء زمزم، فإنه يصيب خيراً وينال ما يريده من وجه بر. وإن رأى أنه حضر المقام أو صلى نحوه، فإنه يقيم الشرائع ويحافظ عليها، ويرزق الحج والأمن.