أثار خبر مغادرة الإعلامي محمود سعد لقناة "التحرير"، الذي صرح به أمس في نهاية برنامجه، تساؤلات الجمهور المصري الذي يعرف العلاقة الوطيدة بين سعد وإبراهيم عيسى مدير القناة. سعد الذي أكد انه كان ينوي الانسحاب منذ أسبوع إلا ان موعد لقائه عبد الحكيم بنجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، مشيراً إلى انه تحدث مع الصحفي بلال فضل ليسأله عن سبب انسحابه من برنامج "في الميدان" الذي يقدمه على شاشة "التحرير" وان المكالمة بينهما طالت كثيراً إلا أن بلال قال له ان يبلغ الجمهور بأنه انسحب لأسبابه الخاصة، وأضاف محمود: "أنا كذلك انسحب من القناة لأسبابي الخاصة". محمود ترك الأمر مبهماً أمام الجمهور وأضفى عليه نوعاً من التشويق والغموض، لتذهب عقول اغلب المصريين إلى ان إدارة القناة بمن فيها تزيف الحقائق وتحوم حولها الشبهات وهو ما يبرر انسحاب بلال ومن بعده سعد. التكهنات بدأت في الظهور، البعض أكد ان السبب الرئيسي في رحيل سعد هو الأزمة المالية التي تمر بها القناة، والتي دفعتها مؤخراً إلى الظهور بشكل غير المتوقع لها، وهو ما ظهر بدوره في حصولها على المركز التاسع عشر في استطلاع الرأي الذي قامت به إحدى شركات الأبحاث حول القنوات المصرية التي اهتم بالجمهور بمتابعتها خلال رمضان الماضي. البعض الآخر أكد أن سعد تلقى عرضاً مغرياً من محمد الأمين مالك مجموعة قنوات سي بي سي والذي قام مؤخراً بشراء قنوات تلفزيون "النهار"، وهو ما دفع محمود إلى الرجوع عن تعاقده الذي كان يجب ان يستمر لمدة عام كامل مع "التحرير". الغريب في الأمر ان مصادر مؤكدة من داخل القناة أكدت أن إبراهيم عيسى لم يحرك ساكناً أمام قرار سعد ولم يحاول إقناعه بالعدول عنه، واكتفت إدارة القناة بإصدار بيان على صفحاتها في المواقع الاجتماعية أكدت فيه أنها تعتز بالفترة التي قضاها سعد ضمن مقدميها ، والإسهام الذي قدمه خلال الفترة القصيرة التي صدرت فيها القناة عقب ثورة يناير، مضيفين ان القناة لن تصرح بالسبب الذي دفع سعد إلى الاستقالة إلا بعد ان يسمح لهم بذلك معبرين في النهاية عن أسفهم تجاه هذا القرار.