أثارت صورة اجتماع ستة من مرشحي الرئاسة فضول الكثيرين، على الرغم من معرفة ملابسات ذلك الاجتماع السري والذي جاء بعد الأحداث العصيبة التي مرت بها مصر من اقتحام السفارة الإسرائيلية و ما أسفر عنه من بدء العمل بقانون الطوارئ مجددا، مما أصاب مرشحي الرئاسة ببعض المخاوف من فقدان الثورة لشرعيتها. ونتيجة لكل ذلك، اجتمع كل من الدكتور محمد سليم العوا، الدكتور محمد البرادعي، الدكتور حازم صلاح أبو إسماعيل، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الأستاذ حمدين صباحي معا ولأول مرة لبحث تطورات الموقف، ولكن الاجتماع صاحبه نوع من السرية والغموض مما جعل أحد الفيسبوكيين ويدعي "حاتم منصور" أن يتخيل ماذا دار داخل الأروقة ولكن في نطاق كوميدي للغاية، لا تتردد في قراءة الحوار إلى نهايته. حازم أبو إسماعيل ينظر بضيق لعبوة البيبسى على المائدة ثم يقول : Pepsi : Pay Every Penny To Save Israel ازاى هنشرب حاجة زى دى يا اخوة ؟ البرادعى مبتسماً : لا يا شيخ حازم , اسم بيبسى مشتق من انزيم البيبسين و تم اكتشافه و تسميته قبل إسرائيل بقرن. حازم أبو إسماعيل بغضب : ايه شغل التنطيط ده يا دكتور برادعى ؟! أنا معايا دكتوراه زيى زيك !! عمرو موسى محتجاً : يعنى ايه يا مولانا !؟ اللى مش معاه دكتوراه ملوش لازمة فى القعدة !؟ أبو الفتوح يحاول تلطيف الأجواء : مفيش داعى للمشاكل اللى يحب يشرب بيبسى يشرب و اللى ميحبش بلاش حازم أبو اسماعيل مقاطعاً : البيبسى حرام و مش أنا اللى بقول ... الإسلام هو اللى بيقول ... في مسلم عاقل يشترى حاجة من منتجات عدوه ؟! عمرو موسى باستفزاز : مفيش فايدة .... نقول طور يقولوا احلبوه .... خلاص يا شيخ حازم لما تبقى تنجح في الانتخابات ابقى حرمها !! العوا بغضب : بلاش الطريقة دى يا أستاذ عمرو ... دايماً تستهزئ بالدين كدة !؟ اية المشكلة إننا نبتعد عن الشُبهات ونحافظ على هويتنا و نطلب الشاى أو القهوة !؟ أبو الفتوح بحكمة : يا جماعة الموضوع مش مستاهل كل ده العوا يقاطعه بنفاذ صبر : لنبدأ صفحة جديدة حازم أبو اسماعيل : لا داعى للبيبسى ما دام مصدر خلاف فقهى البرادعي: نحن في حاجة للتكاتف الآن - المجلس العسكري لا يُبدى أى نوايا جدية بخصوص انتخابات مجلس الشعب أو موعدها رغم أننا في سبتمبر عمرو موسى بلهجة لا مبالاة : مش مهم ... المهم انتخابات الرئاسة أبو الفتوح بضيق : يا أخ عمرو مبدئياً طالما مفيش نوايا جدية لمجلس شعب يبقى اكيد مفيش نوايا جدية لانتخابات رئاسة و بعدين مصلحة البلد أهم حالياً من انتخابات الرئاسة عمرو موسى باستخفاف : ماشى يا عم الزاهد البرادعى يحاول ألا يظهر ضيقه من تعليق عمرو : حسناً ... أقترح بيان موحد منا جميعاً للمجلس العسكري بخصوص الأوضاع الحالية و ضرورة إعداد جدول زمني واضح للانتخابات حازم أبو إسماعيل بإصرار : لو بيان إسلامي أنا موافق الصباحى بنفاذ صبر : مش وقت خلافات يا شيخ حازم و لاحظ أن مصر فيها مسلمين و مسيحيين و البيان المفروض يخاطب الكل العوا مقاطعاً : أقليه يا أستاذ صباحى و رغم ذلك أوافق على بيان مدني عمرو موسى بخُبث : ليه ؟ كده كده محدش من المسيحيين هينتخبك !! البرادعى يحاول التركيز قائلاً : عودة لاقتراح البيان المُوحد هل لديكم ملاحظات ؟ حازم أبو اسماعيل و هو ينظر لعمرو موسى : يجب أن يخاطب البيان الأمة الإسلامية كلها و ليس المصريين فقط عمرو موسى يُتمتم فى سره : أم الديمقراطية اللى خلت نكرة زيك تتكلم معانا !! البرادعى يتنهد بنفاذ صبر و يقول بعدم اقتناع : حسناً سنُراعى ذلك يا شيخ حازم بإذن الله العوا يُتمتم فى سره : أم العلمانية اللى خلت كفرة زيكم تجلس مع أولى الأمر !! أبو الفتوح : يجب أن يكون البيان محدد الطلبات و لكن دون إدانة أو صدام مع المجلس العسكري . العوا : أعتقد أن الصدام و اللهجة المُتشددة أمر ضروري . عمرو موسى يُقاطعه : ليه ؟ ناوى تحاربهم ؟! البرادعى : أتفق مع الدكتور أبو الفتوح . و لكن أود أن أتفهم وجهة نظر د.سليم العوا كاملة عمرو موسى يقهقه فجأة باستفزاز . البرادعى فى ضيق : أنا قلت نكتة ؟ عمرو موسى و هو مستمر فى الضحك : أصلى سمعتها وجهة نظر د.( سلعوة ) هههههههه هس السلعوة هههههه !! العوا بغضب هادر: و ربنا لا أطلع عين ... باب الغرفة يُغلق فجأة بصوت هادر مع خطوات سريعة بالخارج .الجميع ينظر للباب بعدم فهم قبل أن يظهر صوت خفيض : تك ... تك ....تك ... تك ....تك ... تك .... الصباحى فى توتر : ايه الصوت ده ؟ الكل يصمت و يصغى بانتباه قبل أن يقوم البرادعى و ينتزع كرسيا قائلاً : الصوت من هنا الجميع ينظر غير مصدقين بينما يقوم البرادعى بشق حشو الكرسى مستخدماً مفاتيحه الشخصية . داخل الحشو المقطوع تظهر شاشة إلكترونية موصلة بإحكام بمجموعة سلوك متصلة بعدة أصابع ديناميت بينما تعرض الشاشة العد التنازلي : 120 - 119 - 118 - 117 - 116 - 115 البرادعى بانهيار : ق ... قن ... قنب ... عمرو موسى يقاطعه بجنون : قنبلة .... على ما تنطق هتكون انفجرت !! العوا فى ذهول : بجد ؟! أبو الفتوح : المجلس العسكري عملها . اجرووووووووووا !! الجميع يتسارع لباب الغرفة محاولاً فتحه الا أن الباب موصد بإحكام عمرو موسى بعصبيه : لعبوها صح البرادعى يمسك بالقنبلة بحرص و يتوجه للنافذة محاولاً فتحها لإلقاء القنبلة بالخارج إلا أنه يجدها موصدة بنفس إحكام الباب الصباحى فى ذهول : فكروا فى حل ..... هنضيع !! البرادعى بتلعثم و هو يحاول التركيز : حاولوا تك .... تكسروا الب ... ا...ب و أنا هح....اول ... أف... أفصل الق ... قن ... العوا يقاطعه : تفصل القنبلة !! البرادعى يتفحص السلوك و يحاول الاستدلال على السلك المطلوب فصله بينما العد التنازلي يتواصل : 90 89 88 87 عمرو موسى يلهث محاولاً دفع الباب دون جدوى و يرُد : هس يا سلعوة !! حازم أبو اسماعيل بانهيار : يا رب سامحنى .... أنا تركت الدعوة و حشرت نفسي في السياسة بدون داعى ..... أستغفرك اللهم و أتوب اليك ..... أشهد أن لا اله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله العوا يُهمهم غير مُصدق : يعنى ايه !؟ هموت !؟ حلم الخلافة و الفتوحات الإسلامية انتهى !؟ الصباحى و أبو الفتوح في محاولات مستميته لكسر الباب بينما يأس الباقون . أبو الفتوح يهتف فيهم بغضب : تعالوا ساعدونا !! الصباحى ينظر للبرادعى بيأس قائلاً : ركز يا دكتور بإذن الله هتعرف . أكيد ممكن تفصل القنبلة العد التنازلي يتواصل : 50 49 48 47 البرادعى يتصبب عرقاً بينما ترتعش يده فى حيرة محاولاً فرز الأسلاك التي لا تنتهي في نفس الوقت الذي يحاول فيه عصر مُخه لتذكر أي معلومات عن دوائر الكهرباء العد التنازلي يتواصل : 40 39 38 37 عمرو موسى يرقص مترنحا قائلا: و الملاحة و الملاحة .... و حبيبتى ملو الطراحه .... حسرة علينا و حسرة علينا !! العد التنازلي يتواصل : 30 29 28 27 البرادعى ينظر بحيرة لآخر سلكين يعتقد أن عليه الاختيار بينهما و قد أنهكه التوتر تماماً العد التنازلي يتواصل : 20 19 18 17 البرادعى يتمتم : أشهد أن لا اله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله العد التنازلي يتواصل : 10 9 8 7 البرادعى يمسك بأحد السلكين ثم يغمض عيناه و هو ينتزعه بقوة و لثوان يرتعش قبل أن يجرؤ على فتح عينيه و النظر ثانية الشاشة تعرض الرقم : 5 ينظر منتظراً الرقم 4 و يشعر أنها أطول ثانية في حياته كلها لكن تظل الشاشة ثابتة على رقم 5 البرادعى بسعادة : الحمد لله عمرو موسى و هو يقفز : ياهوووووووووووووو !! أبو الفتوح يجلس على الأرض و يتمتم : الحمد لله ... قدر و لطف حازم أبو اسماعيل و هو يلوح بقبضتيه : كنت عارف إن ربنا هيقف جنبى ... الحمد لله ... الحمد لله ... يا رب قدرنى أكمل المشوار و أبقى رئيس !! العوا بفخر : دى إشارة من ربنا أن عصر الفتوحات الإسلامية هيرجع على يدى بإذن الله !! أنا على عهدى يا رب !! ياما أنت كريم يا رب !! الصباحى بفخر : مش قلتلك يا برادعى هتعرف تفصلها ههههههه .... لولا تشجيعى كنا ضعنا !! أبو الفتوح و قد أزعجه كل هذا الكم من البطولات قرر أن يشارك : عموماً أنا كنت محتاج لثوانى بس و أكسر الباب !! البرادعى ينظر للجميع غير مصدق كل هذا التغيير الذى انتابهم قبل و بعد توقف القنبلة . يبتسم بغموض و يزفر بعمق قبل أن يقول بهدوء : تصدقوا كان معاه حق سعد زغلول فعلاً مفيش فايده .... ندى فرصة للشباب بقى الجميع ينظر إليه بعدم فهم فيبتسم قائلاً : بصراحة حرام إنى أغامر بأن واحد فيكم ينجح !! مصر أغلى عندى من كده .... من نفسى حتى . حاسس ان موتنا ممكن يبقى مفيد للثورة أكتر يصل طرفى السلك الذي قطعه فيعود العد التنازلي : 4 3 2 1 بووووووووووووووووووووم !!