جهود واسعة مازالت تبذلها اسرائيل من اجل إيهام الرأى العام الأوروبي بأنها دولة محبوبة بل ويقصدها فنانو العالم، وقد كانت أخر هذه الجهود مع المطربة الكولومبية شاكيرا التي كانت زيارتها لأسرائيل حلما بعيد المنال. فعلي ما يبدو أن اسرائيل لم تتمكن من نسيان ان شاكيرا قد أحيت حفلا في مصر منذ أعوام رافضة في الوقت ذاته إحياء حفلات في اسرائيل، بل وتعتزم إحياء حفل ثانٍ في القاهرة. فقد بدأت محاولات اسرائيل في استقطاب شاكيرا منذ عام 2002، ومنذ ذلك الحين تعمدت الصحف الإسرائيلية تجميل موقفها أمام العالم بتسريب أخبار وهمية عن زيارة قريبة لشاكيرا، تنتهي بنفي الفنانة ذات الأصول اللبنانية. وها هي تعاود إسرائيل سياستها المعهودة في العند والتكبر، والتي ظهرت جلية في المحاولات التي بذلها الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز لإقناع شاكيرا بزيارة إسرائيل للمشاركة فى مؤتمر الرئيس السنوي في القدس غدا الثلاثاء، والتي للأسف نجحت. وتأتي زيارة شاكيرا بصفتها الرسمية كرئيسة لمؤسسة "حافي القدم" الأهلية، وهي منظمة أمريكية معنية بحقوق الأطفال في التعليم . وبالطبع تعيش اسرائيل اسعد لحظات النصر الرخيص بعدما نجحت في استقطاب المطربة العالمية ذائعة الصيت، ليس لشخصها ولا لأهميتها، ولكن لمصلحة سياسية إسرائيل ووجهها أمام العالم. فمن المعروف ان شاكيرا قد سبق وأصدرت بيانا معاديا لإسرائيل فضلا عن انها رفضت أكثر من مرة إحياء أى حفلات هناك لأسباب شخصية. ومن جانبهم التزم منظمو الحفلات المصريون، الذين سبقوا واعلنوا فخرا خبر استقدامهم لشاكيرا نوفمبر القادم، الصمت متخوفين من فقدان الحفل شعبيته بعدما فقدت نجمته بريقها.