" وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ " سورة آل عمران - الآية 103 يجتمع الثائرون معاً ضد الفساد، ويتحد الخصوم من أجل هدف واحد وهو الهدم، فإذا حدث الهدم فغالباً ما تهيمن الأطماع الفردية أو الحزبية لتعطل مسيرة البناء والإصلاح الجماعي، ويؤدي الاختلاف إلى زيادة الأمور تعقيداً. " أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ " سورة الحجرات - الآية 6 يقول أساتذة التاريخ إن أيام الثورات هي أخصب تربة لانتشار الشائعات بسرعة مدهشة، وغالباً ما يصدق الرأي العام معظم هذه الشائعات؛ لأنه اعتاد الغريب من الأخبار في أيام تكشّف الحجب عن الحقائق المستورة لسنوات. " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ " سورة الحجرات - آية 11 من الطبيعي -نتيجة للتخبط والانفعالات المتلاحقة التي يسببها تعاقب الأخبار بسرعة مرعبة- أن تجد بعض الأشخاص يتخذون مواقف تتحول إلى مثار للسخرية، وتصبح تسلية للرأي العام، يدعمها من يريد إشغال المجتمع عن الهدف الأهم، وهو الإصلاح. " وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ " سورة إبراهيم - آية 43 وهذه الآية لا أذكرها لإرجاء الحساب العادل للظالمين إلى يوم القيامة، أو لكي أصيبهم باليأس من الآخرة ليقولوا إنهم هالكون لا محالة، ولكنها دعوة للتوبة الخالصة والعودة إلى طريق الله سبحانه وتعالى، قبل فوات الأوان، ومحاولة لتنشيط جهاز في أجسادهم أصابه الجمود والخمول وشارف على الموت، إنه الضمير. " إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ" سورة النساء " سورة - آية 140 في ظل التخبط الذي نشهده بسبب الإيقاع الثوري اللاهث، وفي زمن يصدّق فيه الكاذب ويكذّب فيه الصادق ويتحدث الرويبضة - التافهون- في أمور العامة بكل طلاقة، ويخلطون بين الدعاة والدعوة ذاتها، ويهتفون بحماس موزعين اتهامات التخوين والعمالة والتآمر جزافاً على الجميع، تأمرنا الآية بتحاشي مخالطة المستهزئين بآيات الله حتى لا نكون معهم سواء. " فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ " السورة الرعد - آية 17 تفرز الثورات كثيرا من التنوع والاختلاف الذي يصل إلى حد الشذوذ في الأفكار والآراء والرؤى السياسية والاجتماعية، بل والفنية أيضاً، اللهم اجعل في أقوالنا وأعمالنا ما ينفع الناس ويمكث في الأرض ويجعلنا من المخلصين أجمعين، قولوا آمين.