كلنا -أو معظمنا- شاهد مقاطع من الفيلم الشهير الذي يظهر فيه الرئيس المخلوع حسني مبارك في لقطتين، وهو يؤدي دورًا صغيرًا في فيلم عربي من بطولة كمال الشناوي، كقائد سرب طيران. وعلى الرغم من المحاولات المضنية التي بذلها البعض للحصول على الفيلم نفسه، فلم يفلح أحد أبدا طوال ثلاثين عاما في تحقيق هذا المطلب الذي بدا عزيزا! حتى كشفت جريدة الأخبار مؤخرا السر في ذلك، حيث ذكرت أن الرئيس المخلوع حسني مبارك كان قد أصدر أوامره بمنع عرض الفيلم في أي قناة، بل وأمر بمصادرة النيجاتيف من التليفزيون وإخفائه في مكان ما! مع أن الدور كان يتناسب مع حقيقة مبارك، ولم يكن به أي شيء مخل، وعلى الرغم من أن هناك ممثلا شهيرا تمكن ذات يوم من أن يصبح رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية هو رونالد ريجان! الفيلم اسمه "وداع في الفجر" وتم إنتاجه عام 1956، ولعب أدوار البطولة فيه كمال الشناوي وشادية ويحيي شاهين وسراج منير وعبد المنعم إبراهيم، وأخرجه حسن الإمام. وهنا يثور سؤال: ماذا لو كان الله سبحانه وتعالى قد أكرم الرئيس المخلوع ووفّقه في عالم التمثيل -مثله مثل أرباع الموهوبين الذين ينزلون على رؤوسنا من الحنفيات كل يوم الآن!!- وأصبح فتى الشاشة الأول، وابتعد تماما عن حكم مصر، ألم يكن ذلك ليغير من وجه الحياة على أرض مصر للأبد؟ وهل حمل الرئيس المخلوع هواية التمثيل معه إلى القصر الجمهوري، وبعد أن فشل في أن ييصبح صاحب أول "مشهد" جوي، وجد الإشباع في أن "يُمثّل" علينا جميعا طوال سنوات حكمه العجاف، على أمل ألا تنفض "المسرحية" للأبد؟!