تباينت بشكل كبير معالجات الصحف القومية لأحداث "يوم الغضب" الذي استمر أكثر من 12 ساعة على اعتبار بدايته الرسمية في الثانية من ظهر الثلاثاء وانتهائه - الرسمي أيضا - مع الساعات الأولى من فجر الأربعاء... لفتت جريدة الأخبار النظر بتغطية متوازنة راعت إلى حد ما المهنية الصحفية، وإن اتخذت في نفس الوقت منهج التقليل من حجم المظاهرات.. حيث قالت في صدر صفحتها الأولى (مظاهرات في بعض المناطق.. وهدوء في معظم المحافظات).. أما العناوين الفرعية فقد جاءت كالتالي: غالبية الأحزاب قاطعت.. وعناصر الإخوان اندسوا لتحويل المسيرات السلمية لأحداث شغب استشهاد 3 مواطنين بينهم مجند.. وإصابة 62 من الشرطة و64 متظاهرا الشريف للأخبار: الفرق كبير بين حرية التعبير والفوضى.. كما خصصت الأخبار الصفحة الخامسة من أجل تغطية الأحداث التي وصفتها بأنها (مسيرات سلمية تطالب برفع الأجور ومكافحة البطالة).. وحرصت على إبراز تصريحات الداخلية بالسماح بتنظيم الوقفات الاحتجاجية والالتزام بتامينها "رغم تحريض كفاية و6 أبريل". وفي عنوان ذي دلالة.. (من يدفع الثمن).. أوردت الجريدة خبرا قصيرا عن قيام بعض أعضاء حركة كفاية و6 أبريل بتوزيع سندوتشات وزجاجات مياه معدنية على المتظاهرين بميدان التحرير. الأهرام... لبنان أهم من مصر لفتت جريدة الأهرام النظر لأنها اعتبرت أحداث احتجاجات لبنان أهم من الاحتجاجات في مصر.. حيث وضعت الأولى كمانشيت رئيسي لصفحتها الأولى بينما جاءت الأخيرة كعنوان جانبي على يسار الصفحة.. عنوان الأهرام جاء كالتالي (مظاهرات حاشدة بالقاهرة والمحافظات... استشهاد مجند أمن مركزي بالقاهرة وشابين بالسويس.. والداخلية تدعو لإنهاء التجمعات) وخصصت الأهرام الصفحة التاسعة عشرة لتغطية المظاهرات التي "تطالب بفرص للعمل ومواجهة الفساد" وعرضت لثلاث صور فقط من هذه الأحداث التي أبرزت فيها دور الإخوان في التصعيد وفق بيان الداخلية. الجمهورية: أعداد قليلة وهدوء في معظم المحافظات اهتمت الجمهورية بالحدث وأفردت له نصف صفحتها الأولى بصورتين كبيرتين.. وإن جاءت العناوين تحمل تقليلا للأعداد المشاركة في المظاهرات حيث قالت: 3 آلاف عبروا عن رأيهم في الشوارع والميادين 50 متظاهرا في المنصورة و100 بدمياط و200 بالإسكندرية.. وبورسعيد والمنوفية والفيوم هادئة المصريون رفضوا دعاوى التخريب والاستدراج إلى العنف كفاية و6 أبريل ركزوا على التحرير وشبرا والمهندسين الجمهورية خصصت صفحته الرابعة لتغطية الأحداث التي ركزت فيها على دور زعماء المعارضة خلالها وعلى رأسهم حمدين صباحي وأيمن نور ورامي لكح.. لكن أكثر ما يلفت النظر أن جريدة الجمهورية ربما تكون الجريدة القومية الوحيدة التي قرر رئيس تحريرها محمد علي إبراهيم أن يكتب مقالا عن الأحداث وإن ركز فيه أيضا على دور الإخوان "الذين ركبوا الموجة متخفين وحاولوا استثمار الدم في تهييج الشعب".. على حد قوله.