إسماعيل عثمان.. والدته سليلة الباشوات وأبوه من عائلة عصامية بدأت من الصفر عانت وكافحت حتى أصبح لها اسمها وسمعتها، ورغم ذلك وربما لهذا السبب يفتخر دائما بعائلته من أبيه، فيحكى بكل إعزاز وفخر أن عمه محمد اضطر لأن يترك الجامعة كى يزرع الأرض ويعمل، وعمه عثمان أحمد عثمان، مؤسس "المقاولون العرب" وزير الإسكان الأسبق، كان يفتخر بأنه (جاب) شهادة فقر ليخفضوا له مصاريف الجامعة، وهو نفسه عانى منذ نعومة أظافره، حيث مات أبوه وعمره 6 سنوات ومنع من رؤية والدته وعمره 14 عاما بأوامر من عمه عثمان، لأنها تزوجت بآخر... ورغم الأسى الذى كسا ملامحه ونبرة الحزن التى تغلب على صوته ونظرة المعاناة والحرمان التى تملأ عينيه فهو لا يكف عن إلقاء النكات والقفشات حتى إنه يضحك كل من حوله، شخصيته من نوع نادر متخمة بالثقة والرضا والمشاعر حتى إنه استطاع أن يحب وهو جد وأعلن حبه للجميع بزواجه من ماجدة موسى رحمها الله التى كانت حبه الذى تحول الى عشق نادر تتمناه أى امرأة ولكنها توفيت وتركته يعانى ألم الفراق والحرمان. المصري اليوم أجرت حوارا مع إسماعيل عثمان تحت باب "الجانب الآخر" أكد فيه أن وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان حاول إبعاده عن شركة المقاولون العرب بعد أن سرت شائعة برغبة رئيس الوزراء آنذاك كمال الجنزوري في تعيينه وزيرا للإسكان. كما أشار عثمان إلى أنه عانى منذ الصغر وعاش في الخيام مع العمال كما أنه اضطر إلى بيع بعض الأشياء ليحيا حياة كريمة.. وهذا بعض مما جاء في الحوار:- هل عانيت فى حياتك؟ عانيت كثيرا وحرمت من أشياء كثيرة، كنت أكبر إخوتى حيث كان لدى أختان، لكن نعمة ربنا كانت كبيرة حمانى من أجهزة كانت تريد أن تدمرنى. وما الذى تتذكره عن أبيك؟ كان أول سكرتيرعام لنقابة المهندسين، وكان شخصية جميلة، توفى وعمره 36 سنة. هل كان مريضا؟ مات وهو فى الحمام. كان يوم خميس، وكان يستمع لأم كلثوم، وعندما غاب بحثوا عنه فى كل مكان ثم دخلوا الحمام فوجدوه على الأرض متوفى بأزمة قلبية. وماذا عن عمك عثمان؟ عمى حبيبى هو الذى ربانى، ولد فى حارة عبدالعزيز فى الإسماعيلية، ويفتخر بأنه (جاب) شهادة فقر علشان يخفضوا مصاريف الجامعة، وكان رجلا خلاقا يعرف الفرصة، وكيف يستخدمها فهو كان قائدا وزعيما ومديرا وشخصيته كانت جميلة، وكافح كثيرا ونحن أصلنا من العريش، وأجدادنا من البوسنة والهرسك. أتقتصر علاقتك بعمك عثمان على أنه رباك فقط؟ هو ربانى وعلمنى كل شىء فى حياتى، وكان يدربنى فى شركة المقاولون العرب، وأنا فى السنة الأولى بالجامعة، وعندما تخرجت فى كلية الهندسة بتفوق وكنت الأول على الدفعة، اختارونى معيدا، وفى صباح اليوم التالى لتعيينى، ونحن نتناول افطارنا فوجئت به يقول لى "إمضى" فسألته أمضى إيه؟ فقال إمضى الأول، وبعدين اقرأ فوقعت على الورقة، التى أعطانى إياها وإذا بها استقالتى من الجامعة. وما الذى حدث بعد ذلك؟ الجامعة رفضت استقالتى، وقالت هذا تكليف ونريده معنا معيدا. وما سبب رغبته فى استقالتك؟ أرادنى أن أعمل معه، ربانى وعلمنى وفعلا ذهبت معه. وماذا كان رد فعله عندما رفضت الجامعة الاستقالة؟ لم يرضخ لهم، وأصدر قرارا وزاريا بقبول استقالتى من الجامعة، وأخبرنى به وأنا أعمل معه. وهل تم تعيينك فى الشركة؟ نعم لكن بعد قصة، لأنه عندما أراد أن يعيننى فى المقاولون قالوا له ممنوع لأنه قريب أقل من الدرجة الرابعة، والشركة قطاع عام وليست شركة أبوك، فأصدر قرارا وزاريا بتعيينى فى المقاولون العرب. من هم الذين أرادوا تدميرك؟ أكثر شخص أذانى هو وزير الإسكان السابق إبراهيم سليمان كان يريد أن يبعدنى بأى شكل عن الشركة. لماذا؟ انتشرت شائعة بأن الجنزورى سيختارنى وزيراً للإسكان، ومن وقتها بدأت المشاكل، ولكن الرجل اتصل بى بعد أن ترك الوزارة وصالحنى. وهل قبلت الصلح؟ أنا عمرى ما كرهته. أتعتقد أنك كنت تستحق أن تكون وزيرا؟ لا أستطيع أن أقول نعم أو لا، كان يمكن أن أتولى الوزارة ولا أنجح، النجاح له مقومات كثيرة والمبادئ والأخلاقيات "كويسة" لكنها ليست شرطا للنجاح فى الحياة العملية. تقصد أنك كان من الممكن أن تفسد؟ لا طبعا، أنا كان ممكن "أضرب كرسى فى الكلوب إن ما كانش عاجبهم، ماهى مش شطارة إن الكرسى ينّسى الدنيا". كيف تعيش الآن؟ أعيش حياة كريمة بوجودى وسط أقاربى وأهلى الذين يحبوننى فعلا، وما فعلته وأفعله معهم يجعلهم لا يتركوننى أحتاج لشىء، وأى شىء يشعرون أننى أحتاجه يوفرونه لى فوراً.. والعلاج هم الذين يعالجوننى، واضطررت إلى بيع أشياء عندى لكى أعيش حياة كريمة ولا أطلب شيئاً من أحد. ما الذى اضطررت لبيعه حتى لا تطلب شيئا من أحد؟ بعت فيلتى التى كانت فى مارينا -فيه حد يبيع فيلا فى مارينا- بعد أن ظللت أدفع ثمنها 10 سنوات، وكنت اشتريتها من أيام التعمير، وأخذتها من إبراهيم سليمان، أعطانى فيلا معقولة.