وسط حضور فني وإعلامي ضحم أقامت جمعية مؤلفي الدراما مؤتمرا صحفيا في المجلس الأعلى للثقافة حضره عدد كبير من أكبر كتاب ومخرجي الدراما منهم إسماعيل عبد الحافظ وأيمن سلامة وبشير الديك ويسري الجندي وسمير الجمل ومحمد الغيطي ومن الفنانين أحمد ماهر وهند عاكف وحمدي الوزير وغيرهم الكثيرون ، هدف المؤتمر الى مناقشة أسباب أزمة الدراما في الآونة الأخيرة والمطالبة ببعض التوصيات التي تعيد انتعاش الدراما من جديد . أدار المؤتمر الدكتورة عزة هيكل التي تحدثت عن مغالاة النجوم في أجورهم مشيرة الى أنها قرأت مؤخرا خبرا أصابها بالإحباط وهو أن المطرب تامر حسني الذي كان أحد تلاميذها في إحدى الجامعات الخاصة أجره ثمانين مليونا في حين أنها تتقاضى على رسالة الدكتوراه 87 جنيها فقط لاغير . أبدى الحاضرون استياءهم أثناء المؤتمر من عرض مسلسلات تركية بكثرة في حين أن هناك مسلسلات مصرية تم إنتاجها ولا تجد مكانا في العرض . و طالب الفنان أحمد ماهر بضرورة الالتفات الى المسلسلات التركية المدبلجة بلهجة من شأنها أن تمحو اللهجة المصرية التي كانت سفيرا لمصر من خلال الأفلام المصرية حيث أصبحت هناك لهجة وافدة لنا وتساءل " أين الدولة من هذه اللهجة التي تنقل إلينا تقاليد لا علاقة لنا بها " . كما أشار الكاتب محمد أبو العلا السلاموني الي بعض مشكلات الدراما منها الأضرار البالغة التي يسببها الإعلان على الدراما حيث يبحث المنتج عن الإعلان الذي بدوره يبحث عن النجم الذي لايرضى إلا بنص معين يتم تفصيله عليه وبالتالي اصبحت الدراما تعتمد على إرادة النجم ، وتبحث عن السير الذاتية التي تناسب شخصيته بصرف النظر عن قيمة صاحب السيرة ، كما تعتمد على الميلودراما والاعمال المتدنية التي تضم ألفاظا سوقية بهدف مغازلة المشاهد ، فضلا عن تفشي ظاهرة خطف الموضوعات والشخصيات في السير الذاتية وظاهرة تحويل الأفلام القديمة الى مسلسلات للاستفادة من شهرتها ، بالإضافة الي اختفاء دراما السباعيات والسهرات التي لا تشبع غرور النجوم ولا تحقق العائد المجزي للمنتجين . وأوصى السلاموني بضرورة عودة المؤلفين الى كتابة الأفكار التي تمليها عليهم ضمائرهم بعيدا عن ضغوط الثلاثي الذي يكبل أفكارهم ( النجم والاعلان والمنتج الخاص ) ، إنتاج التلفزيون للأعمال القيمة التاريخية والدينية والوطنية ، أن تأخذ الدراما مكانها طوال شهور السنة وليس في شهر رمضان فقط ، عودة السهرات الدرامية والسباعيات والنصف شهرية والأفلام التلفزيونية ، أن يخضع الاعلان للدراما ويأخذ مكانه الطبيعي بعيدا عن القطع المتواصل للمسلسل لإذاعة الاعلان بطريقة تمزق أوصال الدراما . من ناحية أخرى أوصى الكاتب سيد الغصبان بأن يتخذ وزير الإعلام واتحاد الإذاعة والتلفزيون قرارا بوقف سيطرة الإعلان على الدراما بهذا الشكل المبالغ فيه والذي يفسد العمل الدرامي . بينما ناشد د. شوقي العقباوي الدولة بأن يكون دورها أكثر فاعليه من ذلك لأن الدراما تقدم رسالة غير مباشرة في كل دول العالم ، وأكد أن التلفزيون خسر كثيرا على المستوى الفني بسبب دخول الإعلان الذي يهدف منه تحقيق أعلى عائد مادي لذا نحتاج الى أصحاب رؤى قادرين على اتخاذ القرار لحل هذه الازمة التي جعلت الدراما تعيش أسوأ مرحلة في تاريخ مصر . المؤلف بشير الديك طالب بمنع اذاعة الإعلان أثناء عرض المسلسل على أن يذاع قبل أو بعد العرض كما كان يحدث سابقا ، وأن يعود تلفزيون الدولة الي دوره الإعلامي الحقيقي وليس الإعلاني ، وتساءل "هل للدراما تأثير على الحياة الاجتماعية والثقافية ، هل للدراما رسالة في مصر ؟ ، وكيف يمكن أن نقوى دور الدراما ونؤدي رسالتها ؟ " . المؤلف محمد الغيطي أوصى بأن تكون قيمة السيناريو هي الأساس لإنتاج أي عمل وأن يلتزم السيناريو بالقيم التي تحافظ على هوية الوطن وتاريخه وثقافته ، وألا يسير المؤلف نحو الأهداف التجارية وإثارة غرائز الجمهور بعيدا عما يثير فكرهم ، وأن تتحرر الدراما من الاعتماد على النجم الأوحد الامر الذي يتنج دراما مريضة تفسد العملية الفنية ككل ، وأن تعود الدراما لإفراز نجوم جدد من خلال الاعتماد على الوجوه الجديدة الأمر الذي يجبر وكالات الإعلان على العودة لتسويق العمل وفق مضمونه وقوة موضوعه لا وفق أسماء الممثلين . الكاتب كرم النجار أوصى بعدم الاقتصار على موسم واحد للعرض ويمكن جعلها ثلاثة 1- رمضان ويخصص للإنتاج العملاق فنيا وممكن أن يكون حتى ثلاثين حلقة ، 2-إجازة نصف العام الدراسي وتركز على المسلسلات ذات الخمس عشرة حلقة أو أقل ، 3- إجازة الصيف الدراسية وهي موسم السباعيات والسهرات والافلام التلفزيونية . الكاتبه فتحية العسال أشارت الى وجود حجب لعدد كبير من المؤلفين لأن الإدارات المسئولة عن بث الدراما ليست واعية بالشكل الكافي لذا تركت الإعلان يسيطر على الإعلام وأصبح النجم هو المسيطر على فكر المؤلف عندما يفصل عملا له ، أكدت أن رسالتنا سياسية وليست إعلامية فقط لأن الدراما مسئولة عن تكوين فكر الشعب وثقافته فمثلا قضية الفتنة الطائفية التي أصبحنا نعاني منها الآن لماذا لم تتناولها الدراما ، كما ناشدت الكتاب بأن يقوموا بدورهم كمواطنين وليس كمجرد كتاب . كما انتقد المؤلف اسماعيل بهيج تركيز الدراما على النماذج السلبية وتجاهلها للنماذج الإيجابية مما يشوه صورتنا .