تطرقت صحيفة الشرق الاوسط إلى مخاطر تنظيم القاعدة فى اليمن الذى بات يتخذ من مناطق في جنوب اليمن، ملاذات آمنة لاختباء قياداته، وأيضا ساحة لتنفيذ عملياته الإرهابية، وعندما تتم زيارة ميدانية لمناطق جنوب اليمن المضطرب، لا يمكن معها إلا بالإقرار بوجود "القاعدة"، وهذا أمر تؤكده الكثير من الأوساط الشعبية، لكن جل هذه الأوساط تعتقد أو تقول إن "القاعدة" في الجنوب "صناعة رسمية"، وهذا موضوع محل جدل واختلاف وسيظل، هذا الجدل، قائما ربما لفترة من الوقت. تفجيرات واختطاف لقد نفذت "القاعدة" حتى وقبل أن تعرف بهذا الاسم، ومنذ مطلع وأواخر عقد التسعينات سلسلة من العمليات في جنوب اليمن، بدأت بمهاجمة بحارة أميركيين (مارينز) قادمين من الصومال في تفجيرات بعدن، ثم اختطاف أفواج سياحية أواخر 1998 من قبل ما كان يعرف ب"جيش عدن - أبين الإسلامي" المحظور، بزعامة أبو الحسن المحضار، الذي اعتقل وأعدم بعد أن قتل عددا من السياح الأستراليين والبريطانيين أثناء عملية تحرير الرهائن من قبل قوات الأمن اليمنية في محافظة أبين. وكانت أكبر وأقوى العمليات التي نفذتها "القاعدة"، في جنوب اليمن، استهداف المدمرة الأميركية "يو إس إس كول" في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2000 في ميناء عدن، أثناء تزودها بالوقود، وهي العملية التي أسفرت عن مقتل 17 بحارا أميركيا من "المارينز"، ثم العملية المماثلة التي نفذت في ميناء الضبة لتصدير النفط، بعد عامين من تفجير "كول"، واستهدف التفجير الثاني ناقلة النفط الفرنسية "ليمبورج". عدن وأبين وحضر موت .. مراكز لنشاط للقاعدة وتنوعت العمليات الإرهابية في جنوب اليمن خلال العقد الأول من الألفية الجديدة، لكنها لم تكن من العمليات الكبيرة وتركزت أنشطتها، بصورة رئيسية، في محافظات: أبين، شبوة، عدن وحضرموت، وبالطبع الأنشطة المماثلة في مناطق ومحافظات في شمال البلاد، منها محافظتا مأرب وصنعاء، وأمانة العاصمة (صنعاء)، إلا أنه بات ل"القاعدة" نوع من الظهور العلني في بعض المناطق الجنوبية. وخلال العام ونصف العام الماضي، شهدت مناطق في جنوب اليمن عمليات سطو مسلح وكبيرة على أموال ضخمة، وهذه العمليات غير مسبوقة في تاريخ البلاد، ففي 17 أغسطس (آب) 2009، وقعت عملية سطو مسلح على سيارة تابعة للبنك العربي (فرع عدن)، حيث استولى المسلحون على مبلغ وقدره 100 مليون ريال يمني، أي ما يعادل زهاء نصف المليون دولار أميركي، وفي 31 مارس (آذار) 2010، سطا مسلحون في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، على مبلغ 80 مليون ريال (قرابة 400 ألف دولار أميركي)، وذلك عندما كانت تنقل سيارة حكومة هذه الأموال الخاصة برواتب منتسبي التربية والتعليم في مديرية لودر بمحافظة أبين، وفي 25 سبتمبر (أيلول) 2010، سطت مجموعة مسلحة على مبلغ 200 مليون ريال (قرابة مليون دولار أميركي)، أثناء نقلها بواسطة سيارة تابعة لمؤسسة البريد العامة قرب مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، أي ما يعني إن إجمالي ما جرى السطو عليه في ثلاث عمليات فقط يصل إلى زهاء المليوني دولار أميركي، لكن من يقف وراء هذه العمليات وخلال الأشهر الستة الأخيرة من 2010 نفذت سلسلة عمليات مسلحة في محافظتي أبين وشبوة ضد مقار أمنية ومخابراتية ودوريات أمنية واغتيالات لضباط ومنتسبين لجهاز الأمن السياسي (المخابرات)، وإذا كانت الحكومة اليمنية قد أكدت، مرارا، أنها وفي إطار حربها على الإرهاب، قامت بتجفيف منابع تمويله، كإحدى طرق ووسائل محاربة الإرهاب، فإن "القاعدة"، من دون شك، تدبرت الأموال بطرق مختلفة عن طرق التحويل التقليدية، خاصة أن محاربة الإرهاب ماليا، عملية لا تتم من قبل الحكومة اليمنية منفردة، وإنما من قبل، وبالتعاون مع، شركائها الإقليميين والدوليين. سرقة مشروعة!! ولا يستبعد الصحافي والكاتب وأحد أبناء عدن، نعمان قائد سيف، أن تلجأ "القاعدة" أو غيرها من "التنظيمات المناوئة للحكم"، إلى السرقة في حال "ضيق الخناق على مصدر أو مصادر تمويلها"، التي يصنفها أو يصفها ب"العقائدية أو المتعاطفة العتادة والمضمونة"، ويقول سيف ل"الشرق الأوسط": إن "القاعدة"، وفي حال التضييق على مصادر تمويلها "قطعا ستبحث عن بدائل تغطي احتياجاتها، وعلى وجه السرعة، ولا أظنها ستتوانى عن السرقة"، وذلك وفقا ل"فتاوى شرعية تبيح المحظورات كضرورة، وبالذات نهب الدولة التي هي في حالة حرب مفتوحة معها ومن في حكم الدولة أو يواليها"، ويرى نعمان قائد سيف أنه إذا ما تأكد قيام "القاعدة" بالسطو، فإنها "تضفي أو ستضفي على أفعالها هالة تزيد من جرعة تحديها، وتضيف، بذلك، عبثا آخر إلى مهام القوات الحكومية في مواجهتها"، وذلك "ربما يفتح جبهة جديدة يصعب التكهن بمكان وزمان ونوع هجماتها، لتدبير التمويل اللازم لتغطية مصاريفها". وجاء ايضا فى ابرز عناوين الشرق الأوسط:- - الوثائق السرية البريطانية : لندن كانت تخشى من استخدام اسرائيل أسلحتها النووية - ارتفاع منسوب العنصرية فى إسرائيل ونائب يدعو لقتل المهربين