المتعصب لا يرى إلا نفسه بينما الآخرون من حوله لا حق لهم في الوجود، فما بالنا إذا كانوا هم الأفضل دائماً، بالتأكيد سيغرس هذه في نفسية المتعصب العديد من حيل الدفاع النفسية التي من خلالها يستطيع تشويه الهدف الجيد المتمثل في الآخر الأفضل الذي يراه دائماً مغتصباً لحقوقه بأساليب غير شرعية، والتعويض الذي يسعى من خلاله للتغطية على فشله أمام الآخر الذي لا يعترف بحق أصلا في الوجود . وقد يدفعه هذا الإحساس إلى انتهاج سلوك عدواني تجاه هذا الآخر إذا عجز عن مجاراته. خاصة إذا كان هناك مصدر خارجي يغذى هذا الشعور بالنقص لدى المتعصب كالإعلام بكل ما له من قوة وتأثير. هذه مقدمة لا بد منها قبل الحديث عن حالة التعصب التي نراها الآن بين جماهير كرة القدم. فجماهير الاهلى ترى ناديها دائماً فائزا في كل مبارياته وفى كل بطولة يشارك فيها ولا ترضى بغير ذلك بديلاً، كأنها لا ترى أندية لها الحق في الفوز على الاهلى وتحقيق البطولات. خاصة هذا الموسم الذي عاد فيه الزمالك ليقدم مدرسة الفن والهندسة مع مدربه الأفضل حتى الآن في الدوري المصري حسام حسن ونجمه الأسمر الموهوب شيكابالا ويسعى بكل قوة لتحقيق بطولة هذا الموسم حيث يحتفل بمئويته. وقبل أيام من مباراة القمة نجد الجماهيرتطالب نجمها المحبوب أبو تريكة بدخول نادى المائة في مباراة المقاولون العرب القادمة وإحراز هدفه المائة وواحد فى عبدالواحد. وهو نفس السيناريو الذي حدث من قبل مع مدرب الزمالك الحالي ولاعب الاهلى السابق حسام حسن الذي دخل نادى المائة في مباراة المقاولون العرب عام 1998 والتي فاز فيها الاهلى 3-2. ومن المفارقة أن مباراة الاهلى بعد المقاولون كانت مع الزمالك وأحرز فيها حسام حسن هدفه المائة وواحد فى شباك عبدالواحد وفاز الاهلى 2-1. أما جماهير الاسماعيلى والزمالك خاصة فدائما ما تجرد النادى الاهلى من سواءً إدارة أو مدربين ولاعبين وحتى عمال غرف خلع الملابس من كل جهوده وإمكاناته الجبارة التي يبذلها للفوز في المباريات وتحقيق البطولات وترجع ذلك دائماً إلى الحظ والحكام... حتى بات معروفاً أن الاهلى لو فاز على الزمالك في مباراة القمة القادمة رغم الحالة غير الطبيعية التي يعانى منها وانتفاضة الزمالك القوية... أنه فاز بالحظ أو بالتحكيم . . ويأتي الأسوأ في هذه الدائرة وهو الإعلام الرياضي الذي يجد فيه المتعصبون من كل الإطراف غذاء غنياً بكل عناصر التعصب التي قد تؤدى إلى كارثة في مباراة القمة القادمة خاصة بعد سب جماهير الاهلى لشيكابالا بأمه رداً على سبب شيكا للنادي الاهلى بعد فوز ناديه على المصري البورسعيدى وتحريض نجم الزمالك لل "وايت نايتس" للدفاع عنه.