أعلنت شركتا جوجل ومايكروسوفت، العملاقتان في مجال البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات، دعمهما لمنظمة غير ربحية أسست مؤخرا بهدف مساندة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في حملته ضد صيدليات الإنترنت. تشمل المنظمة الجديدة فريقا من كبرى الشركات التي تقدم خدمات لها ثقلها عبر شبكة الإنترنت، ويأتي تأسيسها تلبية لنداء الرئيس الأمريكي لتكاتف قطاع الدولة الخاص مع القطاع العام لمحاربة الترويج للسلع الدوائية المغشوشة عبر الإنترنت. تسعى الحكومة من أجل عرقلة مسيرة مروجي الأدوية المضرة عبر الإنترنت بشن هجمات إعلامية مضادة لكشف غشهم وبمنع إعلاناتهم من الظهور على المواقع التي تتمتع بعدد كبير من الزائرين، مثل جوجل وياهو وإم إس إن. وأعلنت بعض الهيئات المصرفية، مثل ماستر كارد وفيزا، تعاونها مع المنظمة الجديدة، وكذلك بعض الشركات المعنية بتقديم خدمات البريد السريع وتوصيل الطلبات إلى المنازل. كشف اتحاد الصيادلة في الولاياتالمتحدة أن نسبة الأدوية المغشوشة والمضرة في الأسواق تتراوح بين 1 و2 بالمائة، وهي الأدوية التي يجري ترويجها عبر الإنترنت، ومن المنتظر أن يتضاعف حجم التجارة في الأدوية المغشوشة في العالم من 32 مليارا إلى 75 مليارا مع نهاية العام الجاري. علق مصدر مسؤول على الأمر مؤكدا أن تداول الأدوية عبر الإنترنت بدون إرفاق المنتج بوصفة طبية صحيحة ومطابقة يعد خروجا على القوانين المعنية بضمان صحة المواطنين مما قد يضر بالصحة العامة. وأضاف المصدر أن الحملة الإعلامية التي تنظمها الحكومة هدفها إيقاظ ضمائر من عملوا في ذلك المجال بهدف تحقيق الربح المادي دون مبالاة بالأخطار التي قد يتسبب فيها. يساهم الإنترنت في بيع كم كبير من الأدوية المضرة والمغشوشة عبر السماح بالإعلان عنها على مواقع تبدو رسمية وتتمتع بمصداقية عالية. يدخل في تصنيع تلك الأدوية بعض المواد غير الصالحة للدخول في تركيب الدواء، مثل الصمغ والجير والسكر، وكلها نسخ مقلدة من تركيبات كيميائية سليمة. يمثل تعاون الشركات فيما بينها الأمل الوحيد للتخلص من ذلك المأزق، خاصة بعدما بلغ عدد المتضررين من الأدوية الفاسدة ما يزيد على 36 مليون شخص.