يبدو أنه لم يعد من الغريب أن نسمع بين الحين والآخر، عن نسيان أهل الفن لبعضهم بعضا، بمجرد أن يطويهم العجز ويتسلط عليهم المرض، وكان آخر الساقطين من قطار الذاكرة، الفنان القدير محمد الدفراوي الذي يرقد الآن وحيدا وحزينا على فراش المرض، بعد أن تخلت عنه الأضواء، فتخلى عنه "زملاؤه" وأبناء مهنته الفنانون!! ولم تكن هذه أول مرة يرقد فيها الدفراوي مريضا، فقد أصابته وعكة صحية شديدة منذ فترة، دفعته لملازمة الفراش بمستشفي معهد ناصر لتلقي علاج الكبد، وبعد أن منّ عليه الله سبحانه وتعالى بالشفاء، نصحه الأطباء بالراحة التامة، إلا أن المرض لم يمهله، حيث عادوه من جديد، في ظل استمرار تجاهل الجميع له!! والغريب أن بعض الفنانين ينسون أن هذه الكأس دائرة على الكل، وأن دوام الحال من المحال، واستمرار الأضواء والبريق والشهرة والمجد لن يستمر طويلا، وسوف تأتي لحظة يصبحون مثل هؤلاء الفنانين الكبار، طريحي الفراش وفي أمس الحاجة لربتة حانية أو كلمة طيبة أو مساعدة مادية. وأسرة "عيون ع الفن" تتمنى للفنان الكبير الشفاء العاجل، وتتمنى أن تسهم في تذكير الفنانين بهذا العملاق الكبير، وباحتياجه لمن يقف إلى جواره في محنته، ويواسيه في مرضه، عله يخفف عنه بذلك بعضا مما يعاني ويقاسي منه.