عرف المصمم البريطاني Alexander McQueen بموديلاته ذات الطابع العجيب، خارج نطاق المألوف، مما يجعله من المصصمين الذين يتوجهون لفئة معينة ذات ذوق خاص يروق له الجريء والغريب من تصاميمه. ولكن مع أن تلك الشهرة كفيلة بجعل متابعيه لا يضعون سقفا لتوقعاهم لما سيقدمه، إلا أن آخر مجموعة فساتين سهرة خطفت الأبصار وجاءت تفوق كل التوقعات الخيالية. مما يجعل التعبير الشائع عن جنون الموضة غير كاف لوصف المجموعة. بإلقاء نظرة سريعة على كل فساتين المجموعة، يتضح الاتجاه الغرائبي في التصميم (الغرائبي أي تقديم غير المألوف الأقرب للمستحيل بشكل مألوف). فقد استلهم مصممو بيت Alexander McQueen تصميم فستان من لوحات الفنان التشكيلي الهولندي Hieronymus Bosch في القرن الخامس عشر. وهو فنان غير عادي، اشتهر بلوحاته التي تصور نماذج خيالية وغرائبية للتعبير عن معان لها علاقة بالقيم الأخلاقية والجمالية في المجتمع. الفستان من قماش الجاكار، مطرز بالخيوط الذهبية، بأكمام طويلة، وتنورة بليسيه (كسرات). ويبدو مجهود المصممين في البحث عن غير الشائع في الفن التشكيلي ليكون مصدر إلهامهم جلياً في اختيار أعمال فنانين قدامى من العصور الوسطى كما في هذا الفستان القصير الذي يأتي بتصميم أقرب للأزياء الرومانية، من الساتان المطبوع بتشكيلات مستوحاة من أعمال الفنان التشكيلي الألماني Stephan Lochner، وهو آخر الفنانين القوطيين "القوطي نسبة لقبائل سكنت شمال أوروبا في القرون الوسطى"، ويشتهر الفن القوطي بالاهتمام بالتفاصيل الدقيقة، ويستوحي عناصره من أجواء الأحلام والموت ومعاني الفناء بشكل قاتم. الفستان من الساتان وبكم طويل واحد. ومن عالم الفن التشكيلي والزخارف الكثيرة والتفاصيل الدقيقة، يأتي هذا الفستان القصير للسهرة كتحفة فنية من الساتان الأحمر، بكم قصير، يزينه حرير أسود مطرز بالذهب بأشكال متداخلة مستوحاة من النباتات.