دفع النادي الاهلي ثمن العشوائية المفرطة في تعاقداته مع لاعبين جدد وحربه الهادفة في المقام الاول الى حرمان منافسه الزمالك من التعاقد مع نفس اللاعبين غاليا ... فالمبالغ الطائلة التى ضختها وكالة الاهرام للدعاية والاعلان في انتقالات الصيف الماضي والتى تقدر ب 40 مليون جنيه ذهبت ادراج الرياح .. بعد خروج الفريق خالي الوفاض من الدور نصف النهائي لدوري ابطال افريقيا إثر هزيمته امام الترجي التونسي .. وهي البطولة التى كان يعول عليها مجلس ادارة النادي الاهلي بالمقام الاول للعودة مجددا الى العالمية والمشاركة في بطولة العالم للاندية . صفقات الأهلى فى الموسم الجديد وقوامها ستة لاعبين كلفت خزينة النادى اكثر من 40 مليون جنيه , فقد دفع النادى مليونين و500 ألف جنيه لغزل المحلة فى شبانة و5 ملايين و500 جنيه للمنصورة فى حارسه محمود أبو السعود و7 ملايين للاتحاد السكندرى فى محمد ناجي " جدو" فضلا عن الاستغناء عن هاني العجيزي واعارة احمد على .. أما محمد شوقى وحسام غالى واللبناني محمد غدار فقد كانت عقودهم مع أنديتهم منتهية أى أن الأهلى لم يتحمل سوى المقابل المادى الذى سيحصلون عليه .. وحصل الثنائي غالي وشوقي على اكثر من 20 مليون جنيه بمفردهما .. وينص عقد غالي على الحصول على 3.5 مليون ونصف في الموسم الواحد بعقد يمتد لثلاث سنوات , فيما وقع الثاني على عقد لمدة 3 سنوات ايضا مقابل 3 ملايين " فقط" في الموسم الواحد . العشوائية والفوضى دفعت لجنة الكرة برئاسة حسن حمدي للتعاقد مع كل لاعبي خط الوسط في مصر تقريبا ليصبح النادي الاهلي " بيلعب بوسطه فقط " ويعاني بشدة في مراكز الجناح الايمن والايسر وخط الهجوم وقلبي الدفاع... لكن "فهلوة" مديره الفني حسام البدري حلت كل هذه المشاكل .. فشريف عبد الفيضل حائر بين الجهتين اليمنى واليسرى .. واحمد فتحي " ناقص " يلعب حارس مرمى .. وبمنتهى البساطة فرط البدري في مدافعه الايسر الانجولي المتألق جيلبرتو وبدون مقابل " كمان" .. ووجع دماغنا البدري بسياسة الاحلال والتجديد .. وفي نفس الوقت حرم الفريق من نجوم واعدة مثل عفروتو واحمد شكري وايمن اشرف .. والحارس محمود ابو السعود " اللي كان دولي " اختفى تماما من النادي الاهلي حتى في المباريات الودية .. وكان الحارس يمني النفس بحراسة مرمى الاهلي في لقاء الدراويش لكن احمد ناجي مدرب حراس المرمى فاجأ الجماهير بالحارس احمد عادل عبد المنعم " صاحب الرباعية " . وبالمناسبة .. ليس البدري هو من يتحمل ازمة " التكديس " فهنالك لجنة الكرة بقيادة نجوم الاهلي السابقين حسن حمدي والخطيب وطارق سليم .. كما ان سياسة التكديس وحرمان المنافس ليست بجديدة على النادي الاهلي وهي من مخلفات البرتغالي مانويل جوزيه . وعقب الخروج الافريقي صب البدري جام غضبه على الحكم الغاني لامبتي .. وكالعادة اتهم الكاف بوجود مخطط لإخراج الاهلي من البطولة .. وهو نفس الاتهام الذي وجهه ايضا للجنة الحكام بالاتحاد المصري برئاسة محمد حسام الدين بعد هزيمة الاهلي في المحلة الموسم الماضي على يد الحكم فهيم عمر ..ونسي حقيقة هامة .. ان ادارته الفنية لا ترقى الى قيادة ناد بحجم الاهلي .. فكما كان حسام البدري لاعبا متواضعا .. سيبقى ايضا مدربا متواضعا . لم يكن لامبتي هو السبب الرئيسي في هزيمة النادي الاهلي امام الترجي .. فالفريق ظهر مفككا دفاعا ووسطا هجوما ونجح الترجي في عزل خطوطه عن بعضها البعض وكان شريف اكرامي هو همزة الوصل الوحيدة بينه وبين جدو في خط الهجوم بالكرات العالية الطويلة التى سهلت من مهمة مدافعي الترجي خليل شمام، ووليد الهشري، ومحمد بن منصور , واظهرت فريقه بشكل مزر .. ولم يكن لمدافعي الاهلي او خط وسطه اي دور في بناء الهجمات فندرت الخطورة على مرمى الترجي , وغابت اجنحة الاهلي تماما عن التحليق فاحمد فتحي مشغول بإيقاف خطورة صابر بن خليفه وسيد معوض لم ينجح في ايقاف خطورة افول هاريس الذي كان مصدرا للازعاج في الجهة اليمنى وفشل معوض ومن بعده شريف عبد الفضيل في ايقاف خطورته .. اكثر من 80 في المائة من تمريرات لاعبي الوسط في الاهلي جاءت مقطوعة وغير سليمة وتفتقد للتركيز , فظهر الاهلي عاجزا هو ومديره الفني في ادراك التعادل طول اكثر من 90 دقيقة بعد ان منى مرماهم بهدف غير صحيح في الدقيقة الاولى .. ولم يغير البدري من طريقة لعبه طوال المباراة وانكمش في وسط ملعبه ومال اداؤه للدفاع معظم اوقات المباراة..وفي المقابل نجح البنزرتي المدير الفني للترجي في قيادة فريقه للدور النهائي بجدارة بعد ان تمكن من تقليص الفارق على استاد القاهرة في لقاء الذهاب واحكم قبضته وفرض اسلوبه في الاياب وحقق المطلوب منه وانتصر لاعبوه في معركة وسط الملعب على نجوم الاهلي ابو تريكة وغالي وعاشور وشهاب . وفي النهاية , تكررت نوبة العصبية التى اجتاحت نجوم النادي الاهلي على الحكم لامبتي و وهو نفس الامر الذي حدث امام شبيبة الجزائر في تيزي اوزو( 0-1) في الجولة الثالثة من دور المجموعات شهر اغسطس الماضي واعتراضات نجومه على الحكم المساعد الذي ألغى هدفا من تسلل واضح ضد محمد شوقي ليدخل لاعبو الاهلي في معركة لا تمت الى كرة القدم بصلة وتعرض حامل الراية لاعتداء من لاعبي الاهلي وهو ما ادى الى خسارة خدمات حسام غالي بالايقاف لمدة 4 مباريات . والمتابع لمسيرة الاهلي في دور المجموعات يجد ان الفريق لم يقدم المردود المعروف عنه وجمع 8 نقاط " بالعافية " حيث فشل في تحقيق الفوز على الشبيبة في القاهرة وهو يلعب بعشرة لاعبين , وتعادل مع هاتلاند على ارضه , وفاز عليه بصعوبة في القاهرة بهدفين مقابل هدف رغم تواضع مستوى الفريق النيجيري , وفاز على الاسماعيلي بهدف مشكوك في صحته " للحكم كوليبالي , ولقي هزيمة قاسية في الاسماعيلية بأربعة اهداف مقابل هدفين , وخسر في الجزائر من الشبيبة .. مسيرة غير واثقة ومهزوزه لبطل عقدت عليه جماهيره آمالا عريضة . كون هذه العصبية تتكرر بهذا الشكل وبنفس الاسلوب .. فقطعا هذه مسئولية الجهاز الفني الذي لم يقم بدوره في توعية لاعبيه بمثل هذه الظروف الواردة في اي مباراة كرة قدم خاصة مع الشمال الافريقي.. لكن يبدو ان الجهاز الفني اغفل هذا الامر فتكررت نفس الاعتراضات وبنفس الطريقة وهو ما ادى الى طرد بركات الذي يجب معاقبته على تصرفه المشين وخسارة فريقه لجهوده في هذه المباراة تحديدا والذي كان يكفيه التعادل للتأهل للمباراة النهائية .. وكانت المحصلة خروج الفريق بأكمله عن طوره ليمنح التأهل للفريق التونسي على طبق من ذهب دون ادنى كفاح او مقاومة تذكر. لماذا لم نر هذه الاعتراضات على شبيبة القبائل الجزائري وهو يلعب على ارضه ووسط جماهيره امام مازيمبي بعد طرد لاعبه نايلي بلال في الدقيقة 61 من عمر اللقاء بعد ضربه لاعب مازيمبي بدون كرة ، لكن الامور مرت بشكل هادئ تماما وفي النهاية فشل الشبيبة ايضا في التأهل للمباراة النهائية دون ان يثير ضجة او يتهم الحكم الجنوب افريقي رامون جيروم بالتآمراو الرشوة , كما سبقت للآلة الاعلامية الاهلاوية فرم الحكم المغربي عبد الرحيم العرجون الذي ادار لقاء الاهلي والنجم الساحلي ( 1-3) على استاد القاهرة عام 2007 واتهم ايضا بالتآمر على الذات الاهلاوية بعد طرد مدافعه السابق عماد النحاس !!. لماذ لم تندلع نيران الغضب في تونس بعد فوز الاهلي على الصفاقسي بالهدف الشهير لابو تريكة في المباراة النهائية عام 2006 , ولم تصف الحكم البنيني كوفي كودجا بالمرتشي او المتواطئ رغم عدم احتسابه هدفا صحيحا مائة بالمائة للفريق التونسي الذي لعب على ارضه ووسط جماهيره . الاهلي هو من فرط في صعوده للمباراة النهائية في القاهرة بسبب رعونة مهاجميه محمد فضل وفرانسيس ومحمد بركات والخطأ الساذج الذي وقع فيه حارسه شريف اكرامي . واذا كان الحكم الغاني جوزيف لامبتي قد اخطأ في احتسابه هدف مايكل اينرامو نجم الترجي .. فالاهلي استفاد طوال تاريخه القريب والبعيد من اخطاء التحكيم .... سواء كان تحكيما اجنبيا او محليا ... وهي حقيقة يعلمها الجميع.