رام الله:- أعلنت القيادة الفلسطينية ان المفاوضات المباشرة مع اسرائيل لن تستأنف حتى تكف تل ابيب عن بناء المستوطنات على الاراضي المحتلة. وواجهت محادثات السلام التي بدأت الشهر الماضي برعاية الولاياتالمتحدة أزمة هذا الاسبوع بنهاية تجميد اسرائيلي جزئي مدته عشرة اشهر على بناء المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية وقالت اسرائيل انها لن تمدد التجميد. وقال ياسر عبد ربه المسؤول الرفيع بمنظمة التحرير الفلسطينية بعد اجتماع للجنة التنفيذية للمنظمة في رام الله "تؤكد القيادة الفلسطيينة على ان استئناف المفاوضات يتطلب خطوات ملموسة تثبت جديتها وفي مقدمتها وقف الاستيطان بدون قيود او استثناءات." وعقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس ثلاث جولات من المحادثات المباشرة منذ الثاني من سبتمبر عندما استؤنفت المحادثات المباشرة بين الطرفين. وأضاف عبد ربه "القيادة الفلسطينية تحمل الحكومة الاسرائيلية مسؤولية تعطيل المفاوضات والعملية السياسية وعن احباط الجهود السياسية للادارة الامريكية واللجنة الرباعية الدولية والمجتمع الدولي باسره." ورأس عباس اجتماع رام الله. وقال نتنياهو في بيان عقب قرار منظمة التحرير الفلسطينية "منذ شهر واحد دخل الفلسطينيون محادثات السلام المباشرة دون شروط مسبقة بعد ان قدمت حكومتي سلسلة من اللفتات من جانب واحد من أجل تحريك المحادثات." واضاف بقوله "أرجو الان ألا يديروا ظهورهم للسلام وان يواصلوا المحادثات من أجل التوصل الى اطار اتفاق في غضون عام." وكان نتنياهو قال يوم الجمعة ان اسرائيل قدمت ما يكفي من التنازلات وعلى الفلسطينيين الان ان يتحلوا بالمرونة. وكان انهاء تجميد الاستيطان عقبة مبكرة في طريق سعي الرئيس الامريكي باراك اوباما للوصول الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط خلال عام. وكانت اسرائيل فرضت التجميد تحت ضغط امريكي. وكان عباس قال انه سينسحب من المحادثات المباشرة اذا لم تمدد اسرائيل التجميد. وقال بيان منظمة التحرير الفلسطينية ان الفلسطينيين سيناقشون خطوتهم التالية مع لجنة متابعة عملية السلام بجامعة الدول العربية في اجتماع يعقد في ليبيا في الثامن من اكتوبر تشرين الاول. وقال عبد ربه "سيتم البحث المعمق مع لجنة المتابعة العربية لجميع جوانب التحرك السياسي والخيارات السياسية المطروحة لحماية الحقوق الفلسطينية والعربية ولضمان انطلاق العملية السياسية وفق أسس جدية تنسجم وقواعد الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية." ويقول الفلسطينيون ان نمو المستوطنات على الاراضي التي تحتلها اسرائيل منذ حرب 1967 سيجعل من المستحيل اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وهو الهدف المعلن لمحادثات السلام. ويعيش نحو 500 ألف يهودي على الاراضي التي يهدف الفلسطينيون لاقامة دولتهم عليها وتكون عاصمتها القدسالشرقية. وقال نتنياهو الذي تهيمن على ائتلافه الحاكم أحزاب تؤيد الاستيطان من بينها حزبه الليكود انه لن يمدد الحظر على البناء الذي انتهى يوم الاثنين. ونقل مسؤول عن نتنياهو يوم الجمعة قوله ان تجميد البناء على مدار الاشهر العشرة الماضية لم يكن سهلا وانه التزم بتعهداته مع الفلسطينيين ومع الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي. ونقل عن رئيس الوزراء الاسرائيلي قوله "أتوقع الان من الفلسطينيين ان يبدوا بعض المرونة... الجميع يعرفون أن البناء المحدد والمقيد في اليهود والسامرة (الضفة الغربية) خلال العام القادم لن يكون له تأثير على خريطة السلام." ووضع الرئيس الامريكي باراك أوباما الكثير من الثقل السياسي وراء محاولة التوصل الى تسوية في الشرق الاوسط خلال عام. وقام المبعوث الامريكي الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل بجولة مكوكية بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتنياهو لمدة يومين هذا الاسبوع. واتفق الطرفان على مواصلة المحادثات من خلال ميتشل وهي الطريقة التي تواصل بها الفلسطينيون والاسرائيليون قبل انطلاق المحادثات المباشرة. وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني يوم السبت وهو خارج من اجتماع اللجنة التفنيذية لمنظمة التحرير "حتى الان وصلت الجهود الى طريق مسدود." واضاف ابو ردينة قوله "لن تكون هناك مفاوضات ما دام الاستيطان مستمرا هذا ما ابلغه الرئيس ابو مازن بالامس للسيد ميتشل." وقال ابو ردينة "اذا ما كانت اسرائيل جادة فعليها ان توقف الاستيطان وتنفذ الاجراءات اللازمة لاقناع الجانب الفلسطيني والعربي بانها جادة في عملية سلام جدية وعادلة." وأضاف "على اسرائيل ان تعي ان السلام الحقيقي هو السلام القائم على العدل والشرعية الدولية وما لم تقتنع اسرائيل بذلك فستبقى الامور في حالة جمود الى وقت طويل المصدر وكالات الانباء