فى ثلاثة تقارير بعددها الصادر يوم الأربعاء، شنت صحيفة "النهار" الجزائرية هجوما حادا وغير مبرر على وسائل الاعلام المصرية ولاعبي المنتخب المصري الأول لكرة القدم بالرغم من المنشادات التى يطلقها الجميع لتهدئة الأجواء المشتعلة بين البلدين مصر والجزائر. وبدلا من أن تلعب الصحيفة الدور الحيادي المفترض من وسيلة إعلام تخاطب عقول القراء والجماهير وتهدف لرفع مستوى ثقافتهم ووعيهم، بدت الجريدة وكأنها داعية رسمية لانتشار العنف والتطرف داخل أجواء كرة القدم التى من المفترض أنها رياضة تحرص على تقارب الشعوب. وحمل التقرير الأول عناوين مستفزة ومتناقضة وهى : " الشارع الجزائري يرد بحزم على تهديدات بعض المتعصبين المصريين" و "لا نريد الفتنة مجددا لكن أى تهور فى القاهرة سيدفع ثمنه الاسماعيلي بالجزائر". الجريدة هنا تشير إلى أنها لا ترغب فى اشتعال الفتنة مجددا ثم تناقض نفسها بالتأكيد على أنه لو حصل مكروه لبعثة الشبيبة فى القاهرة عند قدومها لملاقاة الأهلي يوم 29 أغسطس، فإن الاسماعيلي سيلقى عظائم الويل والثبور عند قدومه للجزائر لملاقاة الشبيبة فى الجولة التالية. وادعت الصحيفة أن وسائل الاعلام المصرية هولت ما حدث للأهلي فى الجزائر بالرغم من أنه كان على مرأى ومسمع الملايين من مشاهدى المباراة، وأن مشجعي الأهلي الآن يتوعدون لاعبي الشبيبة بالذبح والقتل مضيفة أن الحركة التى بدرت من حسام البدري مدرب الأهلي خير دليل على أن الشعب المصري "بلطجي". وواصلت الصحيفة دورها المميز فى التهدئة وأكدت أنه إذا لم يلتزم المصريون ويستقبلوا الشبيبة فى القاهرة فى أحسن حال، فإن الكرة المصرية قد تذهب فى "ستين داهية" على حد تعبيرها بسبب التعهد الذى وقعه سمير زاهر من قبل بحماية المنتخب الجزائري والذى يقضى بإيقاف نشاط منتخب مصر وأنديتها من المشاركة فى الأنشطة التى يرعاها الفيفا 4 سنوات إذا حدث أى أعتداء على لاعبي الجزائر وهو ما ترى أنه ينطبق الآن على الشبيبة. وإلى التقرير الثاني الذى أقل ما يوصف به بأنه "الأكثر كوميدية" حيث جاء عنوانه" حرب فرعونية ضد نجوم الخضر تستهدف كل حياتهم الخاصة وكل تنقلاتهم" تحدثت فيه الصحيفة عن عودة بعض المواقع المصرية إلى سياستها "القذرة" للاساءة لكل جزائري وذلك من خلال نشر صور لبعض لاعبي منتخب الجزائر وهم فى سهرة خاصة مؤكدة أنها تم تناولها فى وسائل الاعلام المصرية للتشهير بلاعبي الخضر وهو الأمر البعيد تماما عن الصحة حيث تأكد أن هذه الصور تم بثها عبر أحد المنتديات الشهيرة وعن طريق مشجع جزائري وليس لوسائل الاعلام المصرية اى علاقة بها إضافة إلى عدم ظهورها أو نقلها عبر أى صحيفة أو موقع رياضي مصري. وفتحت الصحيفة النار على اللاعبين الموجودين بالصور (رايس ومبولحي وغزال وزياني وقادير وآخرين) الذين وصفتهم بأنهم فى أوضاع مخلة بالحياء وأخرى تتنافي مع الدين الاسلامي الحنيف من خلال تناول الكحول وأكدت أنهم هم أنفسهم من أتاحوا الفرصة للمصريين للتشفي فيهم وفى الكرة الجزائرية ككل بطريقة "وقحة" من خلال التورط فى تصويرهم فى مثل هذه الأوضاع مطالبة الاتحاد الجزائري بمعاقبتهم بقوة لأنهم لا يستحقون تمثيل الجزائر. وإلى التقرير الثالث الذى يعتبر "فاكهة" الجهد الحثيث الذى بذلته الصحيفة ذات القدر العالي من المهنية فى تهدئة الأجواء وتقييم أخلاق الآخرين حيث جاءت عناوينه "الاعلام المصري لطالما يظهر لاعبيه انهم ملائكة والجزائريين فساق" وتبعته قائلة: "المصري المحمدي ينتهك حرمة رمضان علنا فى إنجلترا". وأرفقت الصحيفة بالتقرير صورة للاعب المنتخب المصري أحمد المحمدي المنضم حديثا لنادي سندرلاند الانجليزي وهو يتناول المياه مؤكدة أنه يفطر خلال نهار رمضان وأنها تكشف عن الوجه الحقيقي للمنتخب المصري الذى وصفته بمنتخب "الفاطرين" ووصفت لاعبيه بأنهم يحرصون دائما على الظهور أمام العالم بأنهم متشبعين بتعاليم الدين الاسلامي من خلال حملهم للمصاحف وكذا السجود عند احراز الأهداف ليلقب بمنتخب "الساجدين". وشددت الصحيفة على تناول صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية لهذه الصورة وحرصها على تناول هذا الخبر بإسهاب فى قالب مستهزىء باللاعب المسلم لتبدو وكأنها المدافع الأول والأخير عن سمعة ومصلحة لاعبي الكرة المسلمين، بالرغم من أن تصرف المحمدي لو كان صحيحا فهو تصرف فردي يتحمل اللاعب وحده نتيجته وعواقبه وليس منتخب بلاده وبلده ككل. وربطت الصحيفة بين واقعة المحمدي وبين لاعبي الأهلي الذين كانوا يحملون المصاحف فور وصولهم لمطار الجزائر ليعتدوا بعدها على مساعد الحكم فى لقاء الشبيبة مضيفة أن وسائل الاعلام المصرية تحاول دائما إظهار لاعبي مصر بصورة طيبة وتعمل على العكس فى تشويه صورة لاعبي الجزائر والتشكيك فى ديانتهم مستشهدة بنشر صور سابقة للحارس شاوشي برفقة فتاتين اتضح فيما بعد انها "بنتا خالته".