القدس- حذرت إسرائيل من خطر تصاعد تأثير حزب الله على الجيش اللبناني بعد يومين على المواجهات بين جنود اسرائيليين ولبنانيين اسفرت عن سقوط اربعة قتلى. وقال مساعد وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون للاذاعة العامة "هناك خطر +حزبلة+ للجيش اللبناني اذا ان الجيش بدا يتصرف مثل حزب الله". واضاف "اذا نجح حزب الله في السيطرة على الجيش فسيكون علينا التعامل (مع الجيش) بشكل مختلف تماما". وقتل ثلاثة لبنانيون -- جنديان وصحافي -- وضابط اسرائيلي الثلاثاء في اشتباكات عند الحدود بين لبنان واسرائيل عندما حاول الجيش الاسرائيلي اقتلاع شجرة. واكد مسؤولون عسكريون لبنانيون ان الشجرة كانت في الجانب اللبناني من الحدود وهو ما نفاه الاسرائيليون. واكد متحدث باسم قوة الاممالمتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) ان شجرة الخلاف كانت "على الجانب الاسرائيلي من الحدود". واكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان "حادث الثلاثاء لم يكن مخططا له من قيادة اركان الجيش اللبناني في بيروت ولا حزب الله" مكررا ما نشرته وسائل الاعلام الاسرائيلية من معلومات تقول ان ضابطا لبنانيا تصرف بمفرده دون الرجوع الى المسؤولين وتسبب في الاشتباك. وكان الناطق باسم الجيش اللبناني وصف هذه المعلومات بانها "كذب". وتعتبر اسرائيل حزب الله عدوها الاول. وقد شنت صيف 2006 حربا عليه بعد خطفه جنديين اسرائيليين عند الحدود بين البلدين. واستمرت الحرب 34 يوما بين الدولة العبرية والحركة الشيعية ما اسفر عن سقوط 1200 لبناني معظمهم من المدنيين و160 اسرائيلي معظمهم من العسكريين. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وجه الاربعاء تحذيرا شديد اللهجة الى الحكومة اللبنانية. وقال في تصريح وزعه مكتبه على وسائل الاعلام "اريد ان يكون هذا واضحا لحماس كما للحكومة اللبنانية التي نعتبرها مسؤولة عن الاستفزاز العنيف لجنودنا: لا تختبروا عزيمتنا في الدفاع عن مدنيي وجنود اسرائيل". من جهة اخرى، عبر باراك امس عن اسفه لان الولاياتالمتحدة وفرنسا "سلمتا اسلحة متطورة الى لبنان استخدمت في صدامات الثلاثاء ويمكن ان تصبح بين ايدي حزب الله". وقال انه يحاول اقناع الولاياتالمتحدة وفرنسا بالامتناع عن بيع اسلحة متطورة الى لبنان. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس في هذا الشأن، قال ايالون انه "ملف حساس جدا. نحن على اتصال دائم مع اصدقائنا الاميركيين في هذا الشأن لكنني لا استطيع البوح باكثر من ذلك". ويشكل الاشتباك الذي وقع الثلاثاء اخطر حادث منذ الحرب المدمرة التي شنتها الدولة العبرية على لبنان في 2006. لكن هذه المواجهات التي لم يشارك فيها حزب الله، كشفت هشاشة الوضع على الحدود بين البلدين اللذين ما زالا في حالة حرب وبرهنت على ان ايا من الطرفين لا يرغب في دفع الامور الى الانفجار. الا ان محللين استبعدوا حدوث تصعيد في منطقة الحدود على الرغم من خطورة المواجهات، معتبرين ان لا اسرائيل ولا لبنان ولا حزب الله يرغبون في مواجهة جديدة. وقال باراك الاربعاء "آمل الا يحدث تصعيد وان نعيش صيفا هادئا وان تعود الامور الى طبيعتها". من جهته اكد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله "في اي مكان سيعتدى فيه على الجيش من قبل اسرائيل وتتواجد فيه المقاومة او تطاله يدها فانها لن تقف صامتة". واضاف ان "اليد الاسرائيلية التي ستمتد الى الجيش اللبناني سنقطعها". اكد نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم ان "حزب الله يمتلك القدرة على ايلام اسرائيل" وانه في "اعلى الجهوزية" للرد على اي عدوان من الدولة العبرية "بالطريقة وفي الوقت المناسبين". لكنه اضاف ان "الحزب يختار وقت الصبر كما يختار وقت الرد بالطريقة المناسبة التي تنسجم مع مصلحة لبنان ومع تقديرنا للظروف السياسية المحيطة".