بيروت - شهدت العاصمة اللبنانية تحركا سياسيا غير مسبوق تُوّج بقمة عقدها كل من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اللبناني ميشال سليمان، دعا خلالها عبد الله والأسد اللبنانيين إلى عدم اللجوء إلى العنف. أمير قطر: مساعي عربية لدعم لبنان وفيما ودّعت بيروت العاهل السعودي والرئيس السوري، استقبلت أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي بدأ زيارة للبنان تستمر ثلاثة أيام. وأفاد بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية بأن أمير قطر عقد محادثات مع الرئيس ميشال سليمان في القصر الرئاسي. وأشار البيان إلى أن الشيخ حمد تطرق إلى زيارة العاهل السعودي والرئيس السوري، قائلا إنها تأتي في إطار مساعٍ عربية لدعم لبنان ومنعه من الانزلاق نحو وضع لا يخدم إلا أعدائه، على حد تعبير البيان. وأضاف بيان الرئاسة أن سليمان نوه خلال المحادثات بالدعم الذي تقدمه قطر للبنان واللبنانيين، بينما شدد أمير قطر على أهمية تأمين الاستقرار لإفساح المجال أمام هذا الشعب لإظهار قدراته الحقيقية. وسيقوم أمير قطر السبت بزيارة قرى في الجنوب اللبناني، على أن يشارك الأحد في احتفال تخريج ضباط لمناسبة عيد الجيش اللبناني. قمة تحث على تعزيز الوحدة الوطنية وكان الرئيس السوري والعاهل السعودي قد بحثا في التحقيق الذي تجريه الأممالمتحدة في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وقال بيان صدر في ختام القمة الثلاثية التي عقدت في القصر الرئاسي في بعبدا إن "القادة الثلاثة نوهوا بالتطورات الإيجابية التي حصلت على الساحة اللبنانية منذ اتفاق الدوحة في عام 2008، وأكدوا على استمرار نهج التهدئة والحوار وتعزيز الوحدة الوطنية ودرء الأخطار الخارجية". هذا، وقال بول سالم رئيس مركز كارينيغي لدراسات الشرق الأوسط في بيروت إن قمة الجمعة تمثل تحسنا كبيرا في العلاقات بين سوريا والسعودية، اللتين خاضتا حربا بالوكالة في شوارع بيروت. وأضاف سالم في مقابلة مع "راديو سوا" "لقد كانت قوى إقليمية ودولية تصفي قبل سنتين أو ثلاث، جزءا من حساباتها في لبنان، مما أضفى مزيدا من التوتر والانقسامات على ما هو موجود بالفعل في لبنان". ولفت سالم إلى أن "سوريا والسعودية كانتا قبل ما لا يزيد عن سنتين أو ثلاث تتصارعان في لبنان، وعلى الرغم من أن لديهما أصدقاء بين قوى سياسية متنافسة في لبنان، فأنهما يدعمان استقرار لبنان ويركزان على الأزمة الحالية التي تتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة وحزب الله".