الرضا من أعظم النعم التى أنعم الله سبحانه وتعالى بها على الإنسان وهو قمة الغنى قال صلى الله عليه وسلم لسيدنا معاذ: "وأرض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس". والإنسان إذا تذكر الآخرة وتذكر الموت والبلى وتذكر الحساب والجنة والنار والقبر وضمته وما فيه لا شك سيحاسب نفسه أولاً بأول ويتحرى الدقة فى كسب المال فلا يغتر بعرض الدنيا الزائل ونعيمها الزائف لأنه إذا تعلق بحب الدنيا أصبح كالذى يشرب ماء البحر لا يرتوى أبداً، ويظل كذلك حتى يموت. كذلك الذى يلطات قلبه بحب الدنيا ظلم نفسه وظلم أهله وظلم زوجته وأصبحت الدنيا كل همه ومبلغ مراده فلا يرى إلا الدنيا ولا يفكر إلا فى جمع المال وغطى الران على قلبه فأصبح قلبه كالحجر لا يتأثر بالموعظة ولا يفكر فى العودة. قال تعالى: "كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون" فأصبحت القلوب كالحجارة أو أشد قسوة فيذبح ويقتل ولا يبالى ومات قلبه وغفل حسه والسبب عدم الرضا بما قسم الله سبحانه وتعالى له. العلاج أن تفكر أولاً ألف مرة فى المصدر الحلال من الطعام والشراب وأن تتحرى الدقة فى كل ما تجمعه حتى يبارك الله سبحانه وتعالى لك فى حياتك وأولادك وحتى يستجيب الله سبحانه وتعالى منك الدعاء. أما ما نراه فى زماننا من تفتت وسوء أخلاق ومعاملة سيئة وأكل أموال الناس بالباطل والنصب والاحتيال والكذب سببه الحرص على الدنيا فنسأل الله أن يقينا شرها آمين.