الحب: جئتكِ باكياً وظننت أن في عينيكِ الأمل وأن حلمي القديم عاد ليتراقص أمامي بين أصابع يديكِ. أتراني أخطأت وضللت الطريق--------------هل أضعت العمر بحثاً عن رفيق أم عن دياري التي هجرتها غصباً-----------ورأيتها في عينيكِ ناراً تنعم بالحريق إذا ما كنتِ لي وطناً ضائعاً------------------فالتائه لا يشتم في الورد الرحيق كنتُ كطفلٍ صغير يسير في طريقٍ مظلم يقتله الخوف ويعتصره الألم وينظر في عيون المارة لعل من بينهم من يأتي فيمسك بيديه الصغيرتين ويهديه الطريق - وكنتِ أنتِ. تركت العالم وأقسمت ألا أعود وحدي بعدما عاد الأمل فستكونين رفيقتي وحبيبتي وصغيرتي..سأعطيكِ الحب وتمنحيني الدفء في وطنٍ أمست كل لياليه شتاءً ولكن سماؤه لا تمطر فلا تمنح القلب البائر أشجاراً أو زهوراً أو حتى شوكاً يجرح الآخرين. الحيرة: لقد بات الفؤاد بلا حياة فما عاد يخفق أو يحب أو يكره, ما عاد يشعر بالأسى أو يشكو الملل أو يدعي أنه لا يزال حياً ينشد الأمل مع ميلاد القمر - عند حلول المساء. هل أغلقتُ بابي وقررت الرحيل--------------أم افترشتُ الأرضَ أنتظر الدليل تاهت ملامحي في صحراء اليأس-----------والناسُ حولي يصرخون بلا عويل عذراً سيدتي فأنا بلا وطن-------------------فكيف أنشدُ في راحتيكِ السبيل الفراق: في بطاقتي الشخصية نقشٌ لفرعون - وفي محفظتي عملةٌ تحمل صورةً لفرعون - وفي كتاب التاريخ فقرةٌ تدعي أن جدي كان "فرعون" - وفي شاشات التلفاز والشوارع والميادين تماثيلٌ لفرعون - وفي كرة القدم فريقٌ يلعب باسم فرعون فلن أندهش إن رأيتُ في عينيكِ ذات يومٍ قسوة فرعون! الحنين: كل يومٍ في الصباح, أطلُ من نافذتي الصغيرة فأرى أماً فقيرة تداعب طفلها الباكي - حتى ينسى جوعه. ماذا لو ظل رضيعاً طوال العمر وظلت تطعمه من ثديها الذي لا يجف؟ رق قلبي لذكراكِ - وأدمعت عيناي ما زال في عينيَ شيءٌ من ألمِ أو حنين----------وبين أصابعي قلمٌ يشكو جحود السنين بيني وبينك أمواجٌ تعبثُ بأشلاء الضحايا------------وعلى شاطئ الهوى آلافُ التائهين في سماء الحب برقٌ ورعدُ--------------------------وقاربي هشٌ ومجدافي حزين إن كنتُ أخشى الجهادَ في عينيكِ-----------------فلا تغفلي يوماً ذاك الأنين