تامر حسني... ظاهرة فنية فريدة لا يستطيع أحد إنكارها.. فهو مطرب استطاع خلال السنوات القليلة الماضية أن ينال شهرة عربية واسعة خاصة بين عشاقه من الشباب الذين لقبوه بنجم الجيل. ولكن ما سر الهجوم الذي تشنه الصحافة يوماً بعد يوم على نجم الجيل، الذي أصبح "الصيدة السهلة" لأقلام الصحفيين.. هل المشكلة في الصحافة الظالمة.. وإن كان الأمر كذلك فالسؤال هو لماذا تامر على وجه الخصوص فهناك مطربون وفنانون آخرون مثل عمرو دياب وحماقي والجسمي.. وغيرهم! تامر حسني كاتب بالأهرام!! فوجئت مع غيري من قراء الأهرام -الجريدة الأعرق بين الصحف المصرية والعربية- أن تامر حسني أصبح كاتباً وأن الأهرام خصصت له مساحة محترمة ليكتب فيها مقالاً عن أغنية من أغاني البومه الجديد "اخترت صح". حتى هذه اللحظة كان الفضول لدىّ بنسبة صغيرة، ولكن عندما قرأت المقال صُدمت... فلماذا تقوم الأهرام بهذه السقطة الرهيبة في حقها، فالمقال أولا يحتوي على آلاف الأخطاء الاملائية والنحوية..الى جانب أن أسلوب الكتابة ركيك للغاية... دعونا من ذلك فقد يقول البعض إن تامر ليس مطالبا بأن يكون متمكناً من أصول الكتابة على الرغم من أنه يكتب معظم أغانيه!! الأمر الأكثر استفزازاً كان موضوع المقال نفسه .. فتامر حسني يؤكد من خلال المقال أن معظم المتزوجين حالياً غير مقتنعين ببعضهم البعض وأنهم يعلمون ذلك إلا أنهم يصرون على إكمال حياتهم من أجل الأطفال. ليس هذا فقط فتامر يؤكد أن سبب هذه المشاكل يكمن في طمع بعض الفتيات في ثروة العريس، أو في توقاعتهم العالية للحياة الزوجية التي ستجمعهم. حيث يقول تامر في مقاله الذي يحمل عنوان "كام واحد فينا": (كتبت تنبيها في ألبومي الغنائي الأخير بخصوص أغنية "كام واحد فينا" يقول "الرجاء من كل من تنطبق عليه حالة الأغنية أن يتجنب سماعها مع شريكة حياته، لأنني لاحظت أن كلمات الأغنية شديدة الواقعية. فهي تتحدث عن شيء واحساس خطير بداخل الأشخاص خصوصا المتزوجين, وهذا الاحساس لم يتحدث فيه صاحبه. الأغنية كلامي ولحني.. والحقيقة كان إدراكي لحجم صراحة الأغنية كبير جدا ومقلق للغاية من عواقب سماع الأغنية. حيث لاحظت أن هذه الظاهرة الاجتماعية منتشرة حينما جلست مع شخص وتحدث عن زوجته وقال "مش هي اللي كانت في خيالي، والعكس أيضا، وهناك أيضا من تزوجت شابا لا تحبه ولكنه مرتاح ماديا, وهناك من تزوجا بشكل متسرع لمجرد احساسهم بأنهم سيكونون في منتهي السعادة وخصوصا في العلاقة الحميمة, ويتفاجأ كلا منهما بعد فترة قصيرة أن الزواج لا يتعلق بهذه المسألة فقط ولكنه مسئولية كبيرة لكلا الطرفين واحترام متبادل بينهما.. وهات وخد). صراحة العتاب ليس على تامر ولا على أسلوبه "العظيم" ولا على نصائحه الزوجية والمجتمعية القيمة .. العتاب على أكبر الجرائد المصرية التي خصصت هذه المساحة لمثل هذا الموضوع الذي لا تشفع شعبية تامر أو صوته لتبرير رداءته. العتاب على الأهرام التي استخفت بعقول قرائها .. لتجذب إليها عشاق نجم الجيل، ولكن ما حدث هو العكس، فالآية انقلبت على الاهرام التي انهالت عليها من خلال موقعها الإلكتروني موجة من التعليقات السلبية التي تهاجم المقال وموضوعه.