السحر حقيق ثابتة فى كتاب الله تبارك وتعالى، قال تعالى: "ويتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله، ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم" حقيقة أثبتها القرآن الكريم بالنسبة للسحر لكن الأمر فى أياننا قد استشرا وأصبح الاشتغال بالسحر أداة للتكسب الحرام ولقد وجد السحر فى زماننا طريقاً مفتوحاً أمام قلوب وأجساد وحواس العباد لأن الإنسان أهمل وقصر فى حقيقة نفسه ولم يطبق قول الله تبارك وتعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون". فأصبح إنشان الإنسان بعرض الدنيا الزائل والإنسياق وراء ملزاتها وشهواتها حتى أصبح الشغل الشاغل للناس جميعا كيف يجمع وكيف يعيش وكيف يأكل ونسى وتناسى أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين. فضعفت العقيدة ووهن الجسد حتى أصبح من السهل أن يتأثر بأقل شيء لأنه فقد مناعته المستمدة من العقيدة الراسخة وإيمان القوى. ولقد علمنا ربنا فى كتابه كيف نحصن أنفسنا أولاً بالمطعم الحلال والمشرب الحلال والمسكن الحلال وثانياً تمام الثقة بأن الله وحده القادر على أن يغير فى عبده، ثالثاً أننا بعدنا كثيرا عما أمرنا الله تبارك وتعالى به ونسينا أن نحصن أنفسنا بالمحافظة على الصلاة فى وقتها، قال تعالى: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً" وقال صلى الله عليه وسلم: "من حافظ على الصلاة كانت له نور وبرهان ونجاة يوم القيامة". وكذلك نسى الإنسان أن يحصن نفسه بقراءة الفاتحة وآية الكرسى وخواتيم سورة البقرة وسورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس ثم يقول بعد ذلك "أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة وعين لامة" ففى تصورى واعتقادى أن الإنسان إذا فكر جيداً كيف يحافظ على نفسه بالحلال ويحصن نفسه بالصلاة والعبادة وتلاوة القرآن وذكر الله فإن شاء الله لا يناله مكروه ولا سوء، ولكن إذا غفل هذه الأشياء أصبح الإنسان كالجسد الذى فقد مناعته فهو يتأثر بأقل الأشياء، ناهيك عن البدع والذهاب إلى السحرة والدجالين والكذابين الذين يتاجرون باسم فك السحر أو فك الأعمال فالنبى صلى الله عليه وسلم يقول: "من أتى عرافا أو كاهناً فقد كفر بما أنزل على محمد". فإذا كنت قد أصبت بشء من ذلك فعليك بسورة البقرة سماعا وتلاوة وثق تماما أن الله سوف يبرئك ويقيك من شر الحسد والسحر والله المستعان.