تتجه الأنظار اليوم السبت إلى ملعب "جرين بوينت" في كيب تاون حيث المواجهة الثأرية بين المنتخبين الأرجنتيني والألماني في الدور ربع النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب إفريقيا وذلك في إعادة لمباراتهما في الدور ذاته من النسخة الأخيرة في ألمانيا 2006. وقتها نجحت ألمانيا في تخطي عقبة الأرجنتين 4-2 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1، علما بأن الأرجنتين كانت البادئة بالتسجيل عبر قائدها السابق المدافع روبرتو أيالا في الدقيقة 49، قبل أن يخطف ميروسلاف كلوزه هدف التعادل في الدقيقة 80. والأكيد أن المنتخب الأرجنتيني ومدربه الأسطورة مارادونا الساعي إلى اللقب العالمي كمدرب ليضيفه إلى لقبه كلاعب منتصف الثمانينيات، يطمح إلى مواصلة مشواره الرائع في البطولة الحالية وبلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 10 أعوام، وهو الذي يخوض ربع النهائي للمرة الثامنة بعد أعوام 1930 عندما حل ثانيا و1968 و1978 عندما توج باللقب والأمر ذاته عام 1986، و1990 عندما حل ثانيا و1998 و2006. لكن أنصار المنتخب الأرجنتيني يتخوفون من خط الدفاع الذي سيواجه ماكينة هجومية ألمانية سريعة وفنية، خصوصا مدافع بايرن ميونيخ مارتن ديميكيليس البعيد عن مستواه والذي يرتكب أخطاء فادحة على غرار المباراة أمام كوريا الجنوبية حيث تسبب في الهدف الوحيد الذي سجله المنتخب الآسيوي. في المقابل يدخل الألمان المباراة بمعنويات عالية بعد فوزهم الكبير على الإنجليز الذين كانوا مرشحين لإحراز اللقب 4-1. وأبلى المنتخب الألماني بلاء حسنا حتى الآن في البطولة من خلال لعبه الجماعي والفنيات العالية للاعبيه خصوصا صانع ألعاب فيردر بريمن مسعود أوزيل والواعدون شفاينشتايجر ومولر وخضيرة. والتقى المنتخبان 18 مرة فكان الفوز حليف الأرجنتين 8 مرات مقابل 5 هزائم و5 تعادلات. وفي آخر مباريات دور ال 8 سيقف دفاع منتخب باراجواي حاجزا بين المنتخب الأسباني وبلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1950 عندما يتواجهان على ملعب "إيليس بارك" في جوهانسبرج. ويدخل "لا فوريا روخا" إلى هذه المواجهة وهو مرشح فوق العادة للحصول من خصمه الذي يخوض دور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه، على بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي بعد الأداء الهجومي الرائع الذي قدمه طيلة مشواره في النسخة التاسعة عشرة حتى عندما سقط في بداية حملته أمام سويسرا (صفر-1). لكن من المرجح أن يواجه رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي مقاومة دفاعية أخرى، كما كانت حاله في المباريات الأربع السابقة، من منتخب اعتمد أسلوبا دفاعيا بقيادة مدربه الأرجنتيني جيراردو مارتينو الذي وعد بالتخلي عن اللعب المقفل لأنه يواجه منتخبا يخلف مساحات بسبب أسلوبه الهجومي البحت بقيادة ثنائي الوسط إنييستا وتشافي هرنانديز والمهاجمين دافيد فيا وفرناندو توريس الباحث عن افتتاح رصيده التسجيلي في هذه المباراة. أما مارتينو، مدرب باراجواي، فقال "إنها المرة الأولى التي تبلغ فيها باراجواي الدور ربع النهائي وهذا إنجاز تاريخي". ولم تتلق باراجواي سوى هدف واحد حتى الآن وكان أمام ايطاليا حاملة اللقب (1-1)، لكنها لم تسجل أيضا سوى ثلاثة أهداف وهو ما يقلق مدربها مارتينو الذي قال "لا يجب أن نقسو على مهاجمينا، إذا كانوا لا يسجلون فربما السبب يعود إلى أن الكرات لا تصل إليهم بالسرعة الكافية". ورأى مارتينو أن المشكلة التي واجهت مهاجميه متمثلة بالخصوم الذين كانوا "يفتقدون إلى الطموح لأنهم كانوا يقفلون منطقتهم، آمل أن يسمح لنا منافسونا المقبلين أن نلعب بطريقة مختلفة".