"ياريتنا على طول فى المونديال، مش كفاية الراحة اللي احنا فيها من البلاوى اللي بتحصل هنا"، هكذا عبر محمد صلاح، الطالب الجامعي والمشجع الكروى المتعصب، عن حبه وارتياحه لمشاهدة العرس الكروى العالمي المقام حاليا فى جنوب افريقيا. متعة المونديال الافريقي كلمات محمد تعكس مدى الارتياح الموجود لدى ملايين من مشجعى الكرة فى مصر لمشاهدة كأس العالم الذى يجدون فيه فرصة للمتعة من خلال مشاهدة كرة راقية بين أقوي منتخبات العالم، وكذلك للاستجمام وإراحة أعصابهم مما يتعرضون له طوال الوقت فى مصر من شد عصبي وتوتر واستخفاف بعقولهم أحيانا في كل ما يتعلق بالأحداث الكروية المحلية الساخنة. فالآن أنت تشاهد وتستمتع بمباراة جميلة للبرازيل أو الأرجنتين أو تسمع تصريحا طريفا لرونالدو أو ميسي أو تقرأ عن مشاحنة لفظية خفيفة بين بيليه ومارادونا أو تشاهد لقطة مصورة جميلة لمشجعى المنتخبات فى المدرجات أو تندهش لحدوث مفاجأة من مفاجآت البطولة مثل خروج فرنسا أو غياب هنرى وغيرهما. الأحداث الساخنة فى الكرة المصرية لاتنتهي أما فى الأيام الكروية العادية، فيومك ملىء بالأحداث والتصريحات الساخنة تبدأها ب"طلة" إبراهيم حسن- المنسق العام للكرة بالزمالك- وخناقاته مع هذا وذاك على كل القنوات والمحطات الإذاعية ومواقع الانترنت "مش بعيد تلاقيه فى المنام"، مرورا بالتطورات اليومية للمسلسل الكوميدي الشهير "مرتضي شوبير" الذى لا يخلو من تبادل للسباب والتهم المخلة، وصولا إلى اتحاد الكرة وما أدراك ما الجبلاية وما وراءها من تخبط اداري واتهامات بإهدار المال العام وخلافات بين أعضاء المجلس تصل أحيانا لخلع البنطلونات ونهاية بالخلافات بين أقطاب الاعلام الرياضي أنفسهم الذين حولوا برامجهم إلى محطات "ملاكي" لتصفية حساباتهم. الأمر أيضا لا يخلو من بعض الأنباء المستفزة التى لا تفارقنا يوميا مثل احتراف متعب أو بقائه وهروب شيكابالا أو محاولة ترضيته، وحكايات الحضري( ايقاف، مستحقات، يتغزل فى الأهلي ثم يعود ليتغزل فى جماهير الاسماعيلي ، احتراف فى المريخ السوداني، اهتمام ليرس البلجيكي، ثم ردود أفعال اعلان ايريال) وأخيرا التساؤل: هو الكلب اللي مع احمد حسن فى الإعلان فعلا أبيض ولا أصفر؟!!. ويتواصل الحال فنجد: زكي هيلعب ولا مش هيلعب، البطاقة الدولية جت ولا مجتش، التحكيم مع الأهلي ولا ضده ولا بيحارب الزمالك ولا بيساعده، واضراب لاعبي الاسماعيلي بسبب المستحقات نجح ولا فشل، ومرتضي هيعيد انتخابات الزمالك بحكم محكمة ولا مش هيقدر، وياترى شحاتة بيفوز مع المنتخب بالبركة ولا عنده فكر بجد، والطوبة اللي جت فى اتوبيس الجزائر مترتب لها ولا حادث فردي ولا هما اللي كسروا الزجاج، وجمهورنا انضرب فى الخرطوم ولا لأ وغيره وغيره. المقارنة بين الوضعين بالتأكيد سترجح كفة العيش فى أجواء المونديال كونها أفضل وأرقى وأكثر هدوءا بكثير لحين حدوث المعجزة التى قد تنصلح على إثرها أحوال الكرة المصرية، ولا يبقى إلا أن نقول: "يا ريت أيامنا كلها مونديال".