جميل أن يتحلى الفنان بالوطنية في حياته أو حتى في أغانيه التي يؤديها، سواء من خلال تمسكه بفلكلوره الشعبي أو لهجته الخاصة، ولكن أن يتعدى الأمر نطاق الوطنية ويصبح مجرد تصريح ليس له مبرر أو داع، يصبح الأمر مجرد تصريح للتباهي والتفاخر ولفت الانتباه. فأنا لست ضد غناء نجوى كرم لأغانيها باللهجة اللبنانية، ولست ضد رفضها للغناء باللهجة المصرية أو الخليجية، ولكن ما الداعي من تصريحها المتكرر بأنها ستغني بالمصري إذا قام عمرو دياب أو أنغام بالغناء باللهجة اللبنانية، وأنها لن تغني أيضاً باللهجة الخليجية حتى يغني فنان العرب محمد عبده باللهجة اللبنانية. الغريب في الأمر أن أحداً لم يطالبها بالغناء بلهجة غير لهجتها، لأننا تعودنا عليها هذا اللون اللبناني الذي اشتهرت به منذ بداياتها الفنية، ولم يتخيل أحد أن تغني نجوى إحدى الأغاني المصرية أو الخليجية، لكن إذا قررت أن تفعل ذلك فسيقوم محبوها بتشجيعها ودعمها. لذا فلا يوجد داع من استخدام الأغاني واللهجات للمزايدة على وطنيتنا، لأنه في رأيي لا توجد علاقة بين الاثنين، فعندما غنى الراحل عبد الحليم حافظ أغنية "ياهلي ياهلي" باللهجة الخليجية وأغنية " ولو" باللهجة اللبنانية لم يقلل هذا من وطنيته إطلاقاً، بل على العكس. وبشكل عام، أقول لكِ غني كيفما تشاءين، فجمهورك سيعشق صوتك في أي لهجة، ولكن دعينا من المزايدات الوطنية.