عيون ع الفن: "عصي الدمع" عبارة لها أكثر من معنى ومدلول، ربما هي عبارة حزينة وتأخذنا إلى عالم الشعر والوجدان، إنما ما نتكلم عنه هنا هو مسلسل سوري اجتماعي يروي بطريقته الخاصة وبواقعية أحداث سورية المعاصرة. هذا المسلشسل الضخم، الذي أخرجه المبدع حاتم علي، يناقش العديد من المشاكل في العائلات السورية، منها القضاء وأحوال المرأة ونظرة المجتمع والدين إليها والشرع والحياة الأسرية ومشاكل المراهقين، سيعرض في شهر مايو 2010 على قناة السومرية، الشبكة الفضائية العراقية. أخذ هذا المسلسل المعاصر، المؤلف من ثلاثين حلقة، اسمه من اسم قصيدة الشاعر أبي فراس الحمداني المشهورة والتي مطلعها: أراكَ عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُكَ الصَّبْرُ.. أما لِلْهَوى نَهْيٌ عليكَ ولا أمْرُ؟. ويحاول المسلسل رصد التغيرات الجديدة في تركيبة الأسرة السورية من خلال حياة مجموعة من الأُسَر الدمشقية التي ترتبط بشبكة من العلاقات الإنسانية فيما بينها، ويحاول العمل الإحاطة بغنى التركيبة الاجتماعية من خلال تنويع خياراته الفنية، فهو يختار شخصياته من كل أطياف المجتمع وطبقاته، ليرصد صراع هؤلاء الأفراد وسعيهم لتحسين ظروفهم الاجتماعية، ويركز على وضع المرأة كعنصر فعال في المجتمع، وعلى التحديات التي تواجهها عند عملها في مهنة المحاماة والقضاء ووضع التعليم من خلال شخصية رياض العمري التي تؤديها الفنانة سلاف فواخرجي. ويدعو أخيرا إلى اعتماد الوسطية كخيار أساسي ضد كل أنواع التطرف، هذه هي الفكرة الأساسية التي يناقشها العمل من خلال مجموعة من المحاور الدرامية والقصص المشوقة والشخصيات الطريفة المتنوعة في سياق درامي جميل مؤثر. يشارك الفنان جمال سليمان والفنانة سلاف فواخرجي في بطولة هذا المسلسل إلى جانب نخبة من الممثلين السوريين مثل: منى واصف، جلال شموط، يارا صبري، حاتم علي، زهير عبد الكريم، سيف الدين سبيعي، خالد تاجا،نادين سلامة، ناندا محمد، لينا باتع، أميمة الطاهر، أمانة والي، شكران مرتجى، صباح جزائري، سليم كلاس، ثناء دبسي، عصام عبه جي، رنا جمول، محمد خير الجراح. حبّ الموسيقى، الفنّ الراقي، قضايا الزواج، والطلاق، وقصص الحب يتم عرضها، في هذا المسلسل، ومعالجتها بشكل فنّي مميز من خلال النص الذي كتبته دلع الرحبي ومن خلال طريقة إخراج حاتم علي. وباختصار يطرح "عصي الدمع" مسألة حبّ الجمال المادّي ونظرة المجتمع إلى المرأة. وكذلك يسلّط الضوء على الأوضاع المتدهورة للمحاماة والقضاء بالإضافة إلى الخلط بين الإرث الاجتماعي التقليدي وخلطه بالعقيدة وتفريغها من محتواها ودورها الحضاري المفتقد، فكونوا على الموعد مع هذا المسلسل الشيق في شهر مايو 2010 على قناة السومرية.