في الاتحاد المصري لكرة القدم لم تعد العدالة هي تلك الفتاة الجميلة معصوبة العينين بل أصبحت عجوزا شمطاء جاحظة العينين تتخبط دون هدى . والعدالة هي الجوهر الأساسي للفكر الاجتماعي برمته، حسب رأي أرسطو، وهي الفضيلة التي تنضوي تحتها، وتترتب عليها، جميع الفضائل الأخرى، بل إن قيمة العدل تبدو شرطا أساسيا لاستمرار الحياة بتنظيمها القانوني والاجتماعي والسياسي، فإذا وجد العدل في أي مجتمع بشري تستطيع أن تحكم وتتحكم كيفما تشاء ، أما إذا غاب العدل فلا تتوقع أن يكون هناك مجتمع متحضر أو منظم وتوقع دائما الأسوأ .. وبما أن الفساد أصبح مستشريا في المجتمع المصري " للركب " بعد أن نال حظه الوافر من الدعم الحكومي المستتر فلماذا نتوقع كرة قدم نظيفة في مصر خالية من الفساد ؟! بطبيعة الحال نحن دائما ضد الخروج عن النص وما شهده لقاء الزمالك واتحاد الشرطة في الجولة الخامسة والعشرين لبطولة الدوري المصري يخرج عن إطار الروح الرياضية .. ونشد على أيادي لجنة المسابقات التي ضربت بقوة على يد الخارجين !! ووقعت عقوبات مستحقة سواء على حازم إمام نجم الزمالك أو علاء على ومعهما إبراهيم حسن المنسق العام والموقوف أساسا من قبل اتحاد شمال أفريقيا لمدة خمس سنوات بمباركة رجال الاتحاد المصري لكرة القدم ... لكننا في النهاية مع العدل دائما. هذه القرارات قابلتها جماهير الزمالك بغضب شديد بعد أن انزوت جانبا تعقد المقارنات في تطبيق اللوائح الموقعة عليها مع التي وقعت على غيرها ..وتأكدت أن سياسة الاتحاد المصري لكرة القدم تتسم بعدم الحيادية في معالجتها لقضايا النادي الأبيض وترى انه يكيل الأمور بألف مكيال ودائما ما تكون قراراته ملطخة بالأهواء والانتماءات سواء في تطبيق اللوائح أو حتى على المستوى التحكيمي. والحقيقة استفزني تصريح سامر أبو الخير رئيس لجنة الانضباط في الاتحاد المصري لكرة القدم في تعليقه على حادثة حسام البدري المدير الفني للأهلي عندما صادته كاميرات التليفزيون وهو يسب لاعبه الليبيري فرانسيس ديفوركي عقب ضياع احدى الفرص مؤكدا أن اللجنة لا تعتد بلغة الشفاه في فرض العقوبات .. إذن هناك سؤال مهم يفرض نفسه : كيف تم إيقاف عمرو زكي نجم الزمالك بسبب لغة الشفاه لمدة 3 مباريات بعد أن صاحبت الحالة ثورة إعلامية في الصحف والمجلات وفي البرامج الرياضية على شاشات التليفزيون قادها نائب الاتحاد السابق غير المأسوف على رحيله احمد شوبير الذي أعلن إيقاف اللاعب حتى قبل أن تجتمع لجنة المسابقات برئاسة المطرود نايف عزت .. وقبلها كانت كاميرات التليفزيون قد ضبطت ثنائي الأهلي حسام عاشور واحمد السيد وغيرهما الكثير من اللاعبين وهم متلبسون بنفس الفعل الذي أوقف عمرو زكي .. بالقطع هناك ألوان وانتماءات طالبت بضرورة إيقاف عمرو زكي وحالت دون توقيع العقوبة على الآخرين وهو ما يؤكد ويعزز نظرية المؤامرة التي تتبناها جماهير النادي الأبيض منذ سنوات طويلة . وفي السابق أيضا غضت لجنة المسابقات الطرف عن تصرف البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني السابق للنادي الأهلي الذي استخدم ذراعه كاملا عندما أحرز الانجولي فلافيو هدفا لفريقه في احدى مباريات دوري أبطال أفريقيا عام 2006 وقيل وقتها للجماهير المصرية إن هذه الحركة تعتبر عادية في البرتغال كما أن البطولة ينظمها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ولا دخل للاتحاد المصري في ذلك .. لكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فضح كذبهم بعد حادثة جوزيه بأيام قليلة وقرر إيقاف الهولندي فان بومل نجم بايرن ميونيخ بسبب نفس الذراع أثناء احتفاله بإحرازه هدفا لمدة ثلاث مباريات !!.. وكانت لجنة المسابقات قد أوقفت محمد أبو العلا لاعب الزمالك وزميله المهاجم جونيور اجوجو لاستخدمهما لغة " الأصابع " وليس الذراع في التعبير عن غضبهما وأوقف كل منهما ثلاث مباريات . وفي لقاء انبي في الموسم الماضي أمام الأهلي الذي انتهى بالتعادل 2/2 حاول احمد حسن الاعتداء على الحكم مدحت عبد العزيز وشاهد الجميع الواقعة في استاد القاهرة بينما كان حسام عاشور يحول دون وصوله للحكم .. بطبيعة الحال تجاهلت لجنة المسابقات هذه الواقعة بعد أن تبنى الإعلام الأهلاوي القضية مؤكدا أن احمد حسن كان يتوجه للحكم بغرض مناقشته والحديث معه .." ياسلام !" .. وفي المقابل تم إيقاف عمرو زكي مباراتين لأنه تحدث إلى الحكم المساعد بشكل لائق في مباراته أمام انبي قائلا له " خد العبها انت " فطرده الحكم ياسر عبد الرؤوف وتم إيقافه مباراتين. والطامة الكبرى .. كانت إيقاف احمد عيد عبد الملك نجم حرس الحدود مباراة واحدة فقط في القضية المثارة حاليا بين الزمالك واتحاد الكرة !! رغم انه قام بفعل مشين ضد الحكم محمود عثمان في لقاء فريقه أمام المحلة في الجولة التاسعة لبطولة الدوري الذي أكد في تقريره .. أن اللاعب قام بفعل مشين عقب المباراة وهو في طريقه إلى غرف خلع الملابس .. وهي نفس الجملة التي كتبها الحكم توفيق السيد في لقاء الزمالك أمام الشرطة ضد حازم إمام .. لكن الأخير أوقف ثماني مباريات بمنتهى البساطة وتبع القرار تهليل وتكبير للقرار التأديبي ضد اللاعب الشاب .. " ياحلاوة ياولاد ". وفي لقاء غزل المحلة شاهدت كل الجماهير المصرية وائل جمعة وهو يعتدي على الحكم الرابع عقب طرده من قبل الحكم فهيم عمر في المباراة التي انتهت بهزيمة الأهلي بهدفين نظيفين .. وطبعا لجنة المسابقات تجاهلت الفعل " وكبرت دماغها " .. وفي لقاء حرس الحدود أمام الأهلي في واقعة لم يرها الحكم اعتدى عفرتو نجم الأهلي الشاب على حارس المرمى كاميني بدون كرة .. لكن تم إيقاف عمرو فهيم مدافع الإسماعيلي ثلاث مباريات بسبب اعتدائه على محمد فضل بدون كرة أيضا . ولن نتحدث على التحكيم في مصر فهو يحتاج إلى مجلدات لمناقشة مساوئه .. فهناك رئيس لجنة الحكام محمد حسام يجوب كل القنوات الفضائية يوميا مبررا أخطاء حكامه خلال واحد من أقذر المواسم التحكيمية التي مرت على مصر .. لكن استفزني أيضا تصريحه الأخير عندما عبر عن رضاه على الحكم توفيق السيد الذي ارتكب فضائح تحكيمية في لقاء الزمالك أمام الشرطة .. بعد أن أصبحت أخطاء الحكام كلمة فضفاضة يمكنك أن تحشو فيها ما تشاء من أخطاء سواء كانت متعمدة مع سبق الإصرار والترصد أم غير متعمدة . وهنالك سؤال للحكم توفيق السيد الذي احتسب ركلتي جزاء على الزمالك أمام بتروجيت .. الأولى كانت ضد عمرو الصفتي نتيجة عرقلة وليد سليمان وهي صحيحة مائة بالمائة .. والأخرى ضد احمد مجدي وهي غريبة ولا يمكن احتسابها إلا لحاجة في نفس يعقوب خاصة ان هذه الكرة كانت صورة بالكربون للمسة يد ضد أحد لاعبي اتحاد الشرطة .. ما هي المعايير التي استند عليها في احتسابها ضد الزمالك .. وماهي المعايير التي على أساسها لم يحتسبها للزمالك !!. وسؤال أخير نتمنى الإجابة عنه في النهاية : هل احتساب هدف ابو تريكة في مرمى طلائع الجيش في الموسم الماضي الذي حول مسار بطولة الدوري من الإسماعيلية إلى القاهرة يندرج تحت مقولة "خطأ تحكيمي " !! أتوقع أن تزداد حدة التعصب في الأيام القليلة المقبلة التي تسبق لقاء القمة بين الأهلي والزمالك بسبب عدم تكافؤ الفرص نتيجة لغياب فضيلة اسمها العدل عن الملاعب المصرية .