لا شك أن وفاة أحد الأصدقاء أو أفراد الأسرة يكون أمراً صعباً على الجميع تحمله. وبالنسبة للأطفال يختلف رد فعلهم في هذه الحالة وفقاً لعمرهم، وشخصياتهم، ومدى ارتباطهم بالشخص المتوفى. وبالتأكيد يكون رد فعل الطفل حاداً إذا فقد أحد أصدقائه الذي يماثله في العمر في حادث أو ما شابه، وعندها يشعر بالاكتئاب والغضب والحيرة والانفعال. ولتخفيف وطأة الحزن والمشاعر المختلفة التي تنتاب طفلك في مثل هذا الموقف، عليك أن تلتزمي الصراحة في تعاملك معه، وشجعيه على طرح أسئلته المختلفة حول هذا الأمر. قد يكون الأمر صعباً عليك، نظراً لعدم وجود إجابات مقنعة في بعض الأحوال، لكن من المهم جداً أن يشعر الطفل أن بإمكانه تبادل الحديث معك بصراحة لأن هذا سيخلق حالة من الارتياح والتقارب بينكما، وسيجعل حدة الحزن والألم تنفرج تدريجياً. فقد يجد طفلك أن التعبير عن مشاعره المكبوتة بسبب وفاة صديقه المقرب يريحه ويهديء من روعه، كما سيعرف أن الحزن الذي يسيطر عليه أمر طبيعي يحدث للجميع في مثل تلك المواقف. يمكنك أيضاً أن تشرحي له فكرة الموت بشكل مبسط. لكن إذا لم ينجح طفلك في تجاوز أحزانه والعودة لحياته الطبيعية خلال أسابيع قليلة، أو لاحظت أن أداءه الدراسي قد تأثر، فيجب عليك التفكير في استشارة الطبيب النفسي.