نيويورك تايمز: شخصية تكنوقراطية مستقلة "بي بي سي": أصغر رئيس وزراء منذ عهد عبد الناصر رويترز: رئاسة الحكومة فى هذا التوقيت مخاطرة كبرى سى إن إن: يأتى فى لحظة فارقة أولت الصحف ووسائل الإعلام العالمية اهتماما كبيرا بتكليف الرئيس محمد مرسى الدكتور هشام قنديل بتشكيل الحكومة الجديدة، مشيرة إلى حجم المهام الجسام التى تنتظر رئيس الوزراء المكلف فى ظل التدهور الذى يعانى منه الاقتصاد المصرى فضلا عن ارتفاع التطلعات لدى المصريين عقب ثورة 25 يناير. ووصفت وسائل الإعلام الغربية رئاسة الحكومة المصرية فى هذا التوقيت بأنه مخاطرة كبرى، مؤكدة أن اختياره خالف جميع التوقعات ويأتى فى لحظة فارقة فى تاريخ مصر. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن رئيس الوزراء الجديد هشام قنديل شخصية مستقلة لا تنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، وإن عرف عنه تدينه، مشيرة إلى أنه شخصية تكنوقراطية، حيث كان وزيرا للموارد المائية والرى فى الحكومة المؤقتة التى عينها المجلس العسكرى. وأشارت الصحيفة إلى الدرجات العلمية التى حصل عليها قنديل فى مجال تخصصه وسيرته الذاتيه وعمله مع كبرى الوكالات الدولية، مضيفة أنه يعد أصغر رئيس وزراء فى تاريخ مصر الحديث. ولفتت إلى أن قنديل لم يكن معروفا لدى المصريين قبل أن يحتل مكانة بارزة فى شهر يونيو الماضى عندما أنقذ مديرا عاما بوزارة الرى أقدم على الانتحار بإلقاء نفسه من الطابق الثامن لمبنى الوزارة، حيث انتقل إليه قنديل، وأقنعه بالعدول عن الانتحار، وأنقذه من موت محقق. وتابعت الصحيفة أن رئيس الوزراء الجديد يحتاج إلى مهارة كبيرة لتشكيل الحكومة الجديدة، حيث لا تزال الوزارات الحالية خاضعة لسيطرة شخصيات منذ عهد الرئيس المخلوع. وقالت الصحيفة: إن الرئيس مرسى واجه صعوبات كبيرة فى اختيار رئيس الوزراء لتشكيل حكومة وحدة وطنية كما وعد الناخبين أثناء حملته الانتخابية، حيث يواجه أيضا مشاكل مع القيادة العسكرية التى ترغب فى الاحتفاظ بالسيطرة على الوزارات الأمنية والسيادية. بدورها، قالت وكالة رويترز: إن الرئيس مرسى قام باختيار هشام قنديل رئيس وزراء للبلاد بعد ثلاثة أسابيع من توليه مهام الرئاسة مما يعكس جهوده لتحويل الحرية السياسية الجديدة التى منحتها الثورة إلى حكومة فعالة، مشيرة إلى أن الرئيس مرسى أول رئيس مدنى للبلاد يسعى إلى فرض سيطرته على البلاد التى كان يحكمها الجيش بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع مبارك. ونقلت عن شادى حميد -المحلل السياسى بمعهد بروكنجز الدوحة- قوله: "من الواضح أن قنديل لم يكن الاختيار الأول لمرسى"، مضيفا "مهمة رئيس الوزراء فى هذه المرحلة ليست جاذبة للشخصيات البارزة وقبول هذه المهمة مخاطرة كبرى". وأضاف التقرير أن قنديل بحاجة إلى التحرك بسرعة لمعالجة المشاكل الاقتصادية الحادة بما فى ذلك أزمة ميزان المدفوعات التى تلوح فى الأفق لتحمله تكاليف الاقتراض الحكومى. ولفتت رويترز إلى أن قنديل (49 عاما) يعد أصغر رئيس وزراء منذ عهد جمال عبد الناصر، مشيرة إلى تصريحات قنديل عقب تكليفه بالمنصب بتشكيل حكومة تكنوقراط تعتمد على الكفاءة فى إدارة شئون البلاد، مؤكدا أن تنفيذ برنامج المائة يوم على رأس أولوياته، بما فى ذلك تخفيف الازدحام المرورى والنظافة والخبز وأزمة الوقود. وقالت شبكة بى بى سى البريطانية: إن هشام قنديل رئيس الوزراء الجديد كان بعيدا عن الأضواء، وكان عضوا فى الحكومة الانتقالية برئاسة د.كمال الجنزورى، مشيرة إلى تصريحات رئاسة الجمهورية بأنه شخصية وطنية مستقلة لم يكن ينتمى لأى حزب أو تيار سياسى قبل أو بعد الثورة، حيث يأتى هذا الاختيار بعد دارسة طويلة لاختيار الشخص القادر على إدارة السيناريو الحالى، مضيفة أن قنديل قضى معظم سيرته فى عالم التكنوقراط فى وظائف بمجال المياه والهندسة. من جانبها، ذكرت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية أن هشام قنديل يعد أصغر رئيس وزراء فى تاريخ مصر، وأن رئيس الحكومة الشاب الذى تلقى تعليمه فى الولاياتالمتحدة شغل منصب وزير الرى والموارد المالية، ويتوقع أن يعلن تشكيل حكومته التى ينتظرها المصريون خلال أيام. وأضافت الشبكة أن اختيار قنديل الذى خالف جميع التوقعات يأتى فى لحظة فارقة فى تاريخ مصر، حيث يحتفظ المجلس العسكرى بالسلطة التشريعية حتى بعد تسليم السلطة رسميا إلى د. محمد مرسى أول رئيس مدنى منتخب للبلاد. وأبرزت "سى إن إن" تصريحات قنديل فور إعلانه تولى رئاسة الحكومة الجديدة، حيث أكد فى مؤتمر صحفى بمقر رئاسة الجمهورية أن حكومته القادمة ستكون من التكنوقراط وتعتمد على الكفاءة، مضيفة أن قنديل سيركز على تنفيذ برنامج مرسى الانتخابى المعروف ب "مشروع النهضة". وقالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية: إن تأخر د. مرسى فى الإعلان عن اسم رئيس الوزراء الجديد يعكس الصعوبات التى واجهت الرئيس فى العثور على شخصية مستقلة وعلى استعداد لقبول مسئولية رئاسة مجلس الوزراء فى وقت تعانى فى مصر من المصاعب السياسية والاقتصادية والاستقطاب. وأشارت إلى أن تعيين قنديل كان بمثابة مفاجأة للجميع بعد أسابيع من التكهنات والشائعات التى ركزت على شخصيات لها خلفيات اقتصادية أو خبرة بالأعمال المصرفية، موضحة أن الرئيس مرسى تجنب اختيار رئيس وزراء من جماعة الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة وفقا لوعوده القوى السياسية والثورية بتكوين جبهة وطنية ضد الفلول وبقايا نظام الرئيس المخلوع.