أكد الكاتب الصحفي وائل قنديل أن الشعب المصري الآن أمام مجموعة من القراصنة الذين اختطفوا وطنا بأكمله وأغرقوه في بحيرة من الدماء وفي مستنقع من الوحل، مشيراً إلى أن هؤلاء القراصنة محاصرين الآن باللون الاصفر والاصابع الاربع وبالصمود البطولي لشباب وفتيات مصر في جامعات ومدارس مصر الذين يخرجون في مظاهرات يومية لإسقاطهم. وأوضح قنديل، خلال مؤتمر الاثار المترتبة على الانقلاب العسكري ودور الجاليات المصرية في دحره الذي اقيم في فيينا اليوم، أن رفض حكم العسكر يأتى في إطار الخوف على مستقبل مصر، حيث أكد التاريخ انه اذا تدخل العسكر في السياسة تأخرت الدولة في جميع المجالات وخاصة في حماية الحدود من تدخل الأعداء في الشأن الداخلي، مشدداً على أن رفع المتظاهرين لصور مرسي يكون دفاعاً عن الديمقراطية. وأضاف:" تحول الرئيس مرسي من مجرد شخص الى حلم لكل مصري يسعى لتحقيقه، كما أن التاريخ سيذكر أن الرئيس السجين هو الوحيد في العالم الذي يدفع اكثر من 4 الالاف مواطن مصري حياته طواعية ثمنا لحماية شرعيته". وأشار قنديل إلى أن الثورة المضادة والانقلاب بدأ برعاية ومباركة وتخطيط من اعداء مصر الحقيقيين وهم إسرائيل والولايات المتحدة، حيث كان الانقلاب ضرورة أمريكية وحاجة صهيونية، مبيناً أن اسرائيل تعتبر تثبيت هذا الانقلاب معركة مصيرية بالنسبة لها، وهم بهذه الخطوة يتخيلون انهم استعادوا حليفهم الاستراتيجي مصر التي "لا تهش ولا تنش" وتتسول المعونات من كل الدول. وقال إن مصر أصبحت الآن تتسول من الجميع وتستأذن الدول الخليجية قبل الاقدام على أي فعل، وكأن مصر انتقلت من الانتداب البريطاني الى الانتداب الاماراتي!! وأشاد قنديل بصمود المصريين لأكثر من 125 يوم من خلال التظاهر السلمي اليومي، حيث يخوص الشعب المصري شبابا وأطفالا وشيوخا ورجالا ونساء معركة مصر ضد الهيمنة والتبعية الدولية، مشيراً إلى أن هذا الثبات والاستبسال عن ديمقراطية 25 يناير سيجبر العالم كله الذي انحنى أمام ثورة يناير أن يعيد انحناء مرة أخرى أمام عبقرية المصريين لتذهلهم مرة أخرى ليخاطبوا شعوبهم بأن عليهم أن يتعلموا من المصريين. وأكد أن الثورات دائما تطهر وتخرج أفضل ما في الشخصية المصرية، أما الانقلاب يفعل العكس، وهو ما ظهر بعد 30 يونيه، مبيناً أنه في الوقت الذي ارتقى فيه اكثر من 4 الالاف مصري وجدنا تصفيق من بعض قطعان مؤيدي عبد الفتاح السيسي، ونفس الأمر تجاه القضية السورية وترحيل اللاجئين السوريين. وأضاف أننا الآن أمام مأساة كبيرة، حيث أن هناك ترتيب لمحاكمة رئيس شرعي لا يعلم أحد مكانه، ولم يقابله محاميه، متحدياً سلطات الانقلاب في إذاعة المحاكمة على الهواء مباشرة كما فعلوا مع المخلوع، حيث أن مجرد ظهور الرئيس الشرعي على الهواء سيظهر مدى ثباته ويؤكد فشل هذا الانقلاب.